يتوقع الخبراء الاستراتيجيون أن تشهد الأسهم والعملات الآسيوية ضغوطاً مؤقتة بعد إشارة بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى احتمالية إنهاء تشديد السياسة النقدية.
قررت لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، التي تضع سياسات البنك المركزي الأميركي، يوم الأربعاء، إبقاء أسعار الفائدة عند أعلى مستوى لها في 22 عاماً للاجتماع الثاني على التوالي. وقالت في بيان لها بعد الاجتماع إن "الظروف المالية والائتمانية الأكثر صرامة على الأسر والشركات ستوثر على الأرجح على النشاط الاقتصادي والتوظيف والتضخم".
فيما يلي مجموعة مختارة من تعليقات الخبراء لـ"بلومبرغ":
براد بكتل، الرئيس العالمي لقسم النقد الأجنبي لدى "جيفريز" (Jefferies) في نيويورك:
"أعتقد أن السوق تشعر براحة تجاه فكرة احتواء العوائد على السندات الأميركية بشكل كبير، على الأقل حالياً، وهذا يجذب مزيداً ممن يسعون للربح من فروقات العوائد".
"يجب أن يكون هناك توجه لشراء عملات الأسواق الناشئة في آسيا نظراً لكثافة تداول الدولار الأميركي مقابل الين الياباني بعد إعلان الاحتياطي الفيدرالي عن تثبيت أسعار الفائدة وإعلان وزارة الخزانة (الخاص بإبطاء وتيرة مبيعاتها للديون طويلة الأجل). علماً بأنه لن يكون هناك خطر ناتج عن التدخل في الين حالياً ما لم تقفز العملتان إلى مستوى أعلى أو يرتفع النفط".
بريندان ماكينا، الخبير الاستراتيجي في الأسواق الناشئة لدى "ويلز فارغو" (Wells Fargo) في نيويورك:
"أتوقع أن تشهد الأسواق الناشئة الآسيوية ارتفاعاً، خاصة أن بنك الاحتياطي الفيدرالي يبدو وكأنه قد وصل إلى نهاية دورة رفع أسعار الفائدة وربما تبدأ الأسباب التي تدعو لمزيد من الرفع في التلاشي".
"أعتقد أن قيمة الوون الكوري والبيزو الفلبيني والروبية الإندونيسية قد تشهد أكبر ارتفاع بعد تصريحات بنك الاحتياطي الفيدرالي، خاصة أن هذه العملات تعد أكثر سيولة إلى حد ما وتأتي ضمن العملات "عالية المخاطر" في آسيا".
"ربما تشعر البنوك المركزية الآسيوية ببعض الارتياح، لكنها ستعمل بحذر، وربما لا تكون مستعدة لبدء خفض أسعار الفائدة بعد، لكن إذا انخفضت العوائد الأميركية فقد يكون هناك بعض المبررات لبدء النظر في دورة التيسير النقدي".
كيري كريغ، المحلل الاستراتيجي للسوق العالمية لدى "جي بي مورغان أسيت مانجمنت" في ملبورن:
"يجب أن يتلاشى التأثير السلبي لارتفاع كل من أسعار الفائدة والدولار الأميركي عن أصول الأسواق الناشئة والآسيوية وتُخفف بعض الضغوط التي تواجهها البنوك المركزية الآسيوية التي رفعت مؤخراً أسعار الفائدة وركزت على تحركات العملة. ومع ذلك، فإن توقعات النمو الضعيفة للاقتصاد الأميركي تشير إلى ضعف الطلب مما قد يؤثر على نمو الصادرات في سلسلة السلع العالمية.. نحن نلتزم بالحياد النسبي تجاه أسهم الأسواق الناشئة لتحقيق توازن بين هاتين القوتين".
ماثيو هابت، مدير الصندوق لدى شركة "ويلسون أسيت مانجمنت" في سيدني:
"ربما نشهد ارتفاعاً قصير المدى لأن مخاطر التشديد النقدي باتت غير واردة، بجانب انحسار الاضطرابات بعد الأحداث وقد أدت إلى انخفاض كل من العوائد والدولار الأميركي، وهذا جيد جداً للأصول ذات المخاطر على المدى القصير".
"يحاول بنك الاحتياطي الفيدرالي الإبقاء على وجهة نظره المتشددة قليلاً للحفاظ على تقديرات السوق المتعلقة بتراجع احتمالية رفع أسعار الفائدة. لا يمكنهم السماح بالتخلي عن هذا الجزء من منحنى أسعار الفائدة رغم بعض التخفيف في الظروف الاقتصادية والمؤشرات الرئيسية، لذلك كان رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول يحاول جاهداً الحفاظ على رسالته المتوازنة نسبياً حتى لا تتغير احتمالات النتائج بشكل كبير عن الظروف الحالية".
جيمس نايتلي، كبير الاقتصاديين الدوليين لدى "آي إن جي فاينانشيال ماركتس" في نيويورك:
"اعتبرت الأسواق إعلان بنك الاحتياطي الفيدرالي اليوم ومؤتمره الصحفي متشدداً إلى حد ما، كما أن تراجع عوائد سندات الخزانة يشير، من الناحية النظرية، إلى انخفاض قيمة الدولار الأميركي. وبالنظر إلى المستقبل، فنحن لا نزال نرى أن اتجاه الدولار سيُحدد عبر البيانات الأميركية، خاصة أن تكرار الاحتياطي الفيدرالي لنهجه المتشدد لفترة أطول وتهديده برفع أسعار الفائدة مرة أخرى لا يزال يحافظ على جزء كبير من رواية صعود الدولار".