قدَّمت شركة "كومباس"، المدعومة من " سوفت بنك"، وهي من أكبر شركات الوساطة العقارية في الولايات المتحدة، طلباً للاكتتاب العام الأولي، كاشفة عن نمو الإيرادات، وتقلُّص الخسائر.
وأَدرجت الشركة الناشئة، ومقرُّها نيويورك، في بيان الإفصاح يوم الإثنين، قيمة الطرح العام الأولي بقيمة 500 مليون دولار، وهو مبلغ قابل للتغيير.
وستكشف " كومباس" مزيداً من التفاصيل حول الطرح العام الأولي، بما في ذلك القيمة، ونطاق السعر المستهدف، في بيان إفصاح لاحق.
وتكبَّدت الشركة خسائر بقيمة 270 مليون دولار بعد أن حقَّقت إيرادات بلغت 3.7 مليار دولار في 2020، مقارنة بخسارة 388 مليون دولار مقابل إيرادات 2.4 مليار دولار في 2019، بحسب البيان.
وفي 2020، شاركت "كومباس" في معاملات عقارية سكنية بقيمة 152 مليار دولار أو ما يعادل 4 % من السوق الأمريكية، وفقاً للبيان.
تأثير جائحة كورونا
ودفعت جائحة فيروس كورونا في البداية "كومباس" إلى الاستغناء عن 15% من قوتها العاملة، لكن سرعان ما أدت الجائحة إلى زيادة حادة في الطلب بسوق الإسكان، إذ سعى الأمريكيون إلى طلب مساحات معيشة أكبر لمواكبة ظروف العمل من المنزل.
وعزَّز ازدهار قطاع الإسكان أسهم شركات، مثل: "زيلو غروب إنك" (Zillow Group Inc)، و"ريدفن كورب" (Redfin Corp)، إذ تضاعفت قيمة أسهمم ثلاث مرات تقريباً في 2020.
كما مهدت جائحة كورونا الطريق أمام شركة "أوبندور تكنولوجيز إنك" ( Opendoor Technologies Inc)، و "ماتربورت إنك" (Matterport Inc) للاكتتاب العام من خلال صفقات مع شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة المعروفة باسم شركات "الشيك على بياض".
وتأسست "كومباس" في عام 2012 على يد "روبرت ريفكين"، أحد أعمدة مجموعة "غولدمان ساكس" الذي كان في السابق رئيساً لموظفي "غاري كوهين" في البنك، وأوري ألون، المهندس الذي باع شركات ناشئة سابقة لشركة "غوغل"، و"تويتر" بعد استكشاف نماذج مختلفة في بادئ الأمر، وانتهى بهما الأمر إلى تأسيس شركة وساطة تقليدية تستثمر في التكنولوجيا المصممة لجعل الوكلاء أفضل حالاً.
وأنفق ريفكين وألون بكل سخاء لاجتذاب الوكلاء من الشركات المنافسة، ودمج شركات وساطة صغيرة مع بعضها.
حصة "سوفت بنك"
وفي عام 2019، جمعت "كومباس" أكثر من 1.5 مليار دولار لرأس المال، بما في ذلك مئات الملايين من الدولارات من صندوق " فيجن" التابع لمجموعة "سوفت بنك غروب كورب" (SoftBank Group Corp).
وبلغت قيمة الشركة في ذلك الوقت 6.4 مليار دولار، وقد نمت أيضاً لتصبح ثالث أكبر شركة وساطة في الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من نموها السريع، قال منتقدو "كومباس"، إنَّها شركة وساطة عقارية تقليدية يتمُّ تقييمها مثل شركة تكنولوجيا.
وارتفعت وتيرة الأصوات المنتقدة، بما يكفي لدرجة أنَّ المدير المالي للشركة أرسل مذكرة من ثماني نقاط إلى الموظفين والوكلاء في أكتوبر 2019، يوضِّح فيها بالتفصيل الوسائل التي تختلف بها الشركة عن "وي ورك" (WeWork)، وهي شركة عقارات تجارية أمريكية تقدِّم مساحات عمل مشتركة للشركات، وانهارت خطَّتها للاكتتاب العام في الشهر الماضي.
وقال مايك ديلبريت، محلل استراتيجي في مجال العقارات يتابع الشركة: "يقولون إنَّها شركة تكنولوجيا، وقد دعموها بتعيين الكثير من المهندسين الذين يبتكرون التكنولوجيا وينشرونها".
"إنَّهم يتحدَّثون بطريقة، ويتصرفون بموجبها، ليس الأمر كذلك. ولكن الأمر، هل هذا يُحدث اختلافاً؟"، بحسب ما قاله ديلبريت.
وتؤكِّد "كومباس" أنَّ تقنيتها توفِّر للوكلاء طرقاً أفضل، وأكثر كفاءة فيما يتعلَّق بوقت جدولة الاجتماعات، وتصميم مواد التسويق، والتواصل مع العملاء. واستثمرت الشركة بكثافة في المهندسين لبناء أسس ذكاء اصطناعي يجمع هذه الأدوات معاً، بحجة أنَّ ابتكاره يؤدي إلى حدوث تكامل.
وقالت "كومباس" في البيان، إنَّ قيمة تقنيتها تتجلى من خلال زيادة بنسبة 19% في عدد المعاملات التي نفَّذها وكلاء الشركة في العام الثاني على أساس سنوي، ووفقاً للبيان، يقوم وكلاء "كومباس" أيضاً باستلام وحداتهم السكنية بشكلٍ أسرع من الوكلاء لدى الشركات المنافسة.
أسهم ريفكين
وتمتلك الصناديق المرتبطة بـ "سوفت بنك" حوالي 35% من أسهم الفئة "A" في " كومباس" وفقاً للبيان. ويمتلك "ريفكين" 2.4% من أسهم الفئة "A"، وأيضاً كل الأسهم من الفئة "C".
وسيجري تخصيص 5% من أسهم الفئة "A" في الاكتتاب العام للوكلاء العقاريين المرخصين التابعين لشركة "كومباس"، وبعض الأفراد، وفقاً للبيان.
وتتولى بنوك "غولد مان ساكس"، و "مورغان ستانلي"، و"باركليز" عملية الطرح العام الأولي.
وتعتزم "كومباس" أن يجري تداول أسهمها في بورصة نيويورك تحت الرمز" COMP".
