انتهى شهر من تقلب أسعار الأسهم في وول ستريت، مع ارتفاع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" يوم الثلاثاء – رغم أنه حقق أطول سلسلة انخفاض شهري له منذ بداية جائحة كورونا. وقفزت قيمة الدولار وقد سجل الين الياباني أدنى مستوى له منذ 33 عاماً بعد أن أجرى بنك اليابان تعديلات طفيفة فقط على سياسته النقدية.
استقبل المستثمرون البيانات الاقتصادية استقبالاً هادئاً عشية قرار الاحتياطي الفيدرالي. وانتعش مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" في آخر أيام شهر أكتوبر، بينما حقق خسائر للشهر الثالث على التوالي. وبدأ مصرف "جيه بي مورغان تشيس" اتجاهاً صاعداً في أسعار أسهم البنوك الكبيرة. وعاد سهم "تسلا" للارتفاع، فيما أنهى سهم "إنفيديا" تعاملاته منخفضاً بنحو 1%. وفي التعاملات المتأخرة، انخفض سهم "أدفانسد مايكرو ديفايسيز" بسبب توقعات متشائمة للإيرادات.
ارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات أربع نقاط أساس إلى 4.93%. وأوقف الدولار انخفاضه الذي استمر يومين. وانخفضت العملة اليابانية متجاوزة 151 يناً مقابل الدولار. ويرجح أن يستمر الين في ضعفه، مما يضطر بنك اليابان إلى التحول إلى "سياسة أكثر تشدداً" في الأسابيع المقبلة، وفقاً لكريس سينيك من شركة "وولف ريسيرش" للأبحاث (Wolfe Research).
الين يتراجع بعد قرار بنك اليابان وهبوط أسهم الصين
بيانات اقتصادية معاكسة
من الأخبار الاقتصادية، انخفضت ثقة المستهلك الأميركي إلى أدنى مستوى لها في خمسة أشهر في أكتوبر، بينما تسارعت تكاليف التوظيف بشكل غير متوقع في الربع الثالث - مما يؤكد على قوة سوق العمل التي تهدد ببقاء معدل التضخم فوق هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي.
قال بيل آدامز، كبير الاقتصاديين في "بنك كوميريكا" (Comerica Bank): "ما يزال بنك الاحتياطي الفيدرالي قلقاً من التخلي عن حذره في وقت غير ملائم، بعد أن أخفق في الوصول إلى هدف التضخم بنسبة كبيرة في السنوات القليلة الماضية. ويرجح أن يشير مسؤولوه غداً إلى أنهم مستعدون لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى إذا انحرف التضخم عن مساره الهبوطي الحالي".
اقرأ أيضا: ارتفاع تكلفة المعيشة يدعم ترمب في ولايات أميركية متأرجحة
بصرف النظر عن قرار بنك الاحتياطي الفيدرالي المرتقب، يتوقع المتعاملون في السندات أن تكشف وزارة الخزانة الأميركية النقاب عن جولة أخرى من الزيادات هذا الأسبوع في مزادات السندات، رغم أن أقلية كبيرة تتوقع أن تعمد الوزارة إلى إبطاء وتيرة النمو لتجنب ارتفاع العوائد.
قال روس كوستريتش، مدير محفظة في "بلاك روك"، لتلفزيون "بلومبرغ": "إن الشاغل في أجزاء من سوق السندات، وخاصة الجزء التقليدي، يتعلق حقاً بالعلاوة التي نحصل عليها للخروج على المنحنى. وهذا يتعلق بديناميات العرض والطلب المتغيرة بقدر ما يتعلق بالتضخم وبنك الاحتياطي الفيدرالي. لذلك ينبغي أن تظل حذراً تجاه السندات طويلة الأجل".
قال المستثمر الملياردير ستان دروكنميلر إنه اشترى مراكز صعودية "ضخمة" في سندات لمدة عامين، إذ أصبح أكثر قلقاً بشأن الاقتصاد.
يتطلع المستثمرون أيضاً إلى إرشادات من موسم الأرباح المستمر لتقييم توقعات الأرباح وكيف يمكن للشركات تحمل الرياح المعاكسة مثل ارتفاع أسعار الفائدة. تراجعت الأسهم الأميركية هذا الشهر، حيث أثر على معنويات المستثمرين الأداء المخيب للآمال من عمالقة التكنولوجيا بما في ذلك شركة "ألفابت" التي تملك محرك بحث "غوغل"، و"ميتا بلاتفورمز" المالكة لشبكة "فيسبوك".
اقرأ أيضا: "غولدمان ساكس" يحذر من تركيز الاستثمار في الأسهم الأميركية
أبرز أخبار الشركات
- تراجع سهما "كاتربيلر" و"جيت بلو إيروايز" إذ أشارت نتائج أعمالهما إلى تباطؤ الطلب.
- انخفض سهم "زيلاو غروب"، وغيرها من الأسهم العقارية بعد أن وجدت هيئة محلفين في ميسوري أن الرابطة الوطنية للوسطاء العقاريين وغيرهم من اللاعبين في الصناعة مذنبون بالتواطؤ للحفاظ على عمولات وساطة عالية.
- جاءت مبيعات شركة "فايزر" دون التوقعات في الربع الثالث، حيث استمرت حقنة "كوفيد-19"، وحبوب منع الحمل في خلق عدم استقرار لجهود شركة الأدوية للخروج من الوباء.
- هبط سهما "ساريبتا ثيرابيوتيكس" (Sarepta Therapeutics) و"روش هولدينغ" (Roche Holding) بعد أن فشلت تجربتهما لعلاج جيني لمرض ضمور العضلات دوشين في تحقيق الهدف الرئيسي للدراسة، مما أثار شكوكاً في أن العلاج سيتم توسيعه ليشمل الأطفال الأكبر سناً.
- قفز سهم "بينترست" (Pinterest) بعد أن أعلنت شركة الشبكات الاجتماعية عن نتائج أعمال الربع الثالث التي فاقت التوقعات. ويتخذ المحللون موقفاً إيجابياً بشأن معدل نمو إيرادات الشركة وهوامش الربح.