تتخارج الصناديق العالمية بشكل كبير من الأسهم في أسواق آسيا الناشئة باستثناء الصين، في ظل انحسار واسع النطاق للرغبة في المخاطرة بسبب مخاوف بشأن قوة الدولار، وارتفاع تكاليف الاقتراض، والتوترات الجيوسياسية.
باع المستثمرون الأجانب ما قيمته نحو 11 مليار دولار من الأسهم في أكتوبر، ليرتفع إجمالي عمليات البيع على مدى 3 أشهر إلى حوالي 27 مليار دولار، حسب أحدث البيانات التي جمعتها "بلومبرغ". وهذه أطول موجة بيع منذ يونيو الماضي، عندما أثارت دورة التشديد النقدي التي ينفذها بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي وعمليات الإغلاق في المدن الصينية الكبرى، مخاوف المستثمرين.
حالة عدم اليقين المستمرة بشأن مسار أسعار الفائدة الأميركية، والتأثير المحتمل للحرب بين إسرائيل و"حماس" على أسعار النفط -التي وصلت إلى نحو 100 دولار للبرميل في الربع الأخير- انعكسا سلباً على المنطقة، نظراً لأن معظم دولها تعتبر مستوردة للنفط. كذلك، يضغط ارتفاع الدولار على العملات المحلية، إذ أن اقتراب عوائد سندات الخزانة الأميركية من 5%، يقلل من جاذبية الأسهم.
وجهة نظر حذرة
قال لوكا كاستولدي، مدير صندوق تحوط لدى "ريل غروب" (Reyl Group): "ما زلنا نحتفظ بوجهة نظر حذرة، لأننا نعتقد أن تقديرات الأرباح لعام 2024 مرتفعة للغاية" في آسيا. وأضاف أن نمو الاقتصاد في الولايات المتحدة لن يكون قوياً في عام 2024، حيث بات تأثير ارتفاع أسعار الفائدة ملموساً في مختلف القطاعات.
سحب الأجانب أكثر من 4 مليارات دولار من أسهم تايوان خلال الشهر الجاري، وباعوا ما تتجاوز قيمته 2 مليار دولار من الأسهم في أسواق كوريا والهند. وفي الوقت ذاته، تواصل سوق الأسهم الصينية أيضاً تسجيل تدفقات مالية خارجة، مع استمرار المخاوف بشأن أداء قطاع العقارات، إضافة إلى ضعف التعافي على مستوى الاقتصاد ككل.