أظهرت بيانات تجارية مبكرة عودة صادرات كوريا الجنوبية إلى النمو للمرة الأولى منذ أكثر من عام في مؤشر آخر على تعافي الطلب الخارجي، الذي سيوفر بعض الطمأنينة للمستثمرين وصناع السياسات الذين يراقبون سلامة التجارة العالمية.
ارتفع متوسط الصادرات اليومية لأول 20 يوماً من أكتوبر بنسبة 8.6% عن العام السابق في أول زيادة له منذ سبتمبر 2022، وفق البيانات الصادرة يوم الاثنين من مكتب الجمارك الكوري.
نظرة مبكرة على التجارة العالمية
تعد هذه الزيادة مؤشراً إيجابياً على أن التجارة العالمية بدأت تستعيد قوتها بعد التباطؤ العالمي. كما تصدر كوريا الجنوبية بياناتها في وقت مبكر عن العديد من الاقتصادات، ونظراً لموقعها الرئيسي في سلاسل التوريد العالمية وقطاع التكنولوجيا، تحظى أرقام صادراتها بمتابعة وثيقة للحصول على نظرة مبكرة على مسار التجارة العالمية.
تمثل هذه الزيادة أيضاً علامة مشجعة لاقتصاد كوريا الجنوبية، لاعتمادها الكبير على الطلب الخارجي لدفع عجلة النمو. وعبر صناع السياسات في سيؤول عن أملهم في الأشهر القليلة الماضية في أن تعود صادرات الشهر بأكمله إلى الزيادة على أساس سنوي قبل نهاية العام.
من شأن ذلك أن يدعم نمواً اقتصادياً أقوى إذا تحققت مثلما أشارت البيانات المبكرة لأكتوبر. كما أظهرت مبيعات أشباه الموصلات، وهي أكبر مصدر إيرادات في كوريا الجنوبية، علامات على الانتعاش، وخاصة الذاكرة الوميضية، أو ما يعني "ذاكرة الفلاش" (NAND).
قال جيونغ ونيل، الخبير الاقتصادي في "يوانتا سيكيوريتيز" (Yuanta Securities): "في النهاية، تقود زيادة أسعار الرقائق انتعاش الصادرات. وربما نشهد وضعاً اقتصادياً غير معتاد من النمو المرتفع ومعدلات الفائدة المرتفعة والتضخم المرتفع في العام المقبل".
انتعاش أشباه الموصلات
في تقرير منفصل يوم الاثنين، سلط بنك كوريا الضوء على انتعاش الطلب على أشباه الموصلات وتزايد تفاؤل السوق بأنه سيستمر في الزيادة العام المقبل، مشيراً إلى أول زيادة في سعر ذاكرة الوصول العشوائي الديناميكية، المعروفة اختصاراً باسم "دي آر إيه إم" (DRAM ) في عام ونصف الشهر الماضي. "دي آر إيه إم" هي النوع الآخر من شرائح الذاكرة التي تهيمن كوريا الجنوبية على إنتاجها في الأسواق العالمية.
وكرر بنك كوريا المركزي أنه سيواصل تركيزه على استقرار التضخم من خلال سياسة نقدية متشددة.
لكن رغم زيادة الصادرات المبكرة، إلا أن المخاطر ما تزال قائمة بالنسبة للتجارة في كوريا الجنوبية. فالصين تواصل نضالها من أجل استعادة القوة الدافعة الكاملة لاقتصادها، الذي يعد أكبر وجهة للصادرات الكورية الجنوبية. ويزيد الصراع بين إسرائيل وحماس الشكوك العالمية الأخرى التي قد تؤثر على توقعات النمو للدول التي تعتمد على التجارة مثل كوريا.
اتساع العجز التجاري
أظهر التقرير التجاري أن إجمالي الصادرات الرئيسية، التي لا تأخذ في الاعتبار فروق أيام العمل، ارتفع 4.6% عن العام السابق لمدة 20 يوماً هذا الشهر، بينما زادت الواردات 0.6%. وانخفضت الصادرات الكورية إلى الصين بنسبة 6.1%، وهو أقل انخفاض منذ صيف العام الماضي، في حين ارتفعت إلى الولايات المتحدة بنحو12.7%. وأظهرت البيانات أن الصادرات إلى اليابان زادت 20% وإلى سنغافورة 37.5%
باعت كوريا الجنوبية ما قيمته 5.2 مليار دولار من أشباه الموصلات خلال أول 20 يوماً، أي أقل 6.4% عن العام السابق. وهذا الرقم أدني من الانخفاض البالغ 14.4% المسجل في شهر سبتمبر بأكمله، بحسب البيانات.
ختاماً، قال مكتب الجمارك إن العجز التجاري اتسع إلى 3.7 مليار دولار في أول 20 يوماً مقارنة مع 488 مليوناً في الفترة نفسها من الشهر الماضي.