لم يزعزع أكبر تراجع في الأسهم الآسيوية منذ مارس ثقة المحللين الاستراتيجيين الذين يوصون بشراء الأسهم الدورية الإقليمية، وسط توقعات بانتعاش اقتصادي قوي من الوباء.
وكتب فريق "غولدمان ساكس" ومن بينهم تيموثي موي في مذكرة يوم الاثنين، أن هذا النمو يمكن أن يعوض مخاطر الأسعار، وأن الفريق يفضل الأفكار الدورية ذات القيمة والقصيرة المدى، مقابل تلك ذات المدى البعيد. ترى "سانفورد سي بيرنشتاين" و"أواندا آسيا باسيفيك" أن الأسهم الآسيوية ستواجه ارتفاعاً عالمياً في عائدات السندات السيادية وستبقى متقدمة على نظيراتها في الولايات المتحدة خلال عام 2021.
وكتب المحللون الاستراتيجيون في "غولدمان ساكس": "سنبقى نشيد بالأسهم الإقليمية مع وجود مخاطر هبوط متواضعة من ارتفاع/تقلب معدلات الفائدة الذي من المحتمل أن يعمل على إنشاء فرص شراء عند وقوع التصحيحات. نحن لا نتوقع رد فعل حاد على الأسهم الآن ما لم ترتفع العائدات بشكل أكبر أو تتغير إشارات بنك الاحتياطي الفيدرالي".
رغم تراجعه بنسبة 3.7% يوم الجمعة، إلا أن مؤشر "إم إس سي آي لآسيا والمحيط الهادئ" تفوق على "ستاندرد آند بورز 500" هذا العام بثلاث نقاط مئوية. ومن المتوقع أن يتفوق الانتعاش الاقتصادي في آسيا على الولايات المتحدة: تستعد الاقتصادات الناشئة والنامية في المنطقة لتحقيق نمو يزيد عن 8% في عام 2021، أي أسرع مرتين تقريباً من مجموعة الدول المتقدمة بما في ذلك الولايات المتحدة، وفقاً لتوقعات صندوق النقد الدولي.
قالت روبال أغاروال، الخبيرة الاستراتيجية في شؤون آسيا في "سانفورد سي بيرنستين" في مومباي: "يجب أن تقود آسيا الأسهم العالمية هذا العام". وأضافت قائلة: إن تعافي هذه المنطقة هو الأقوى، وإن ارتفاع عوائد سندات الخزانة سيكون أكثر دعماً لتناوب الأسهم الآسيوية ذات القيمة.
وارتفع مؤشر "إم إس سي آي لآسيا والمحيط الهادئ" بنسبة 1.2% عند الساعة 1:27 بعد الظهر في طوكيو، ما رفع مكاسبه هذا العام إلى 4.5%.
تجاوزت عائدات السندات السيادية مخاطر التضخم الأسرع مع تسارع تعافي الاقتصادات. ورغم أن ارتفاع تكاليف الاقتراض طويل الأجل يمكنه إضعاف جاذبية الأسهم، إلا أن بعض المحللين الاستراتيجيين يقولون إن الولايات المتحدة أكثر انكشافاً من آسيا، لأن سوق الأوراق المالية لديها أكثر تكلفة ولديها حصة أكبر في النمو، مثل شركات التكنولوجيا.
وبحسب جيفري هالي، كبير محللي السوق في "أواندا"، قد يكون هناك بعض الضغط التراجعي قصير المدى على مؤشر "إم إس سي آي لآسيا والمحيط الهادئ"، لكن يحتمل أن يتفوق أداؤه على المدى المتوسط. وقال إنه على عكس نظرائهم من شركات التكنولوجيا المتطورة في أمريكا الشمالية، فإن أسواق آسيا والمحيط الهادئ تهيمن عليها الصناعات الدورية، والتي ستستفيد من تسارع الانتعاش العالمي.
"مقاربة متنوعة"
ومع ذلك، لا تبدو الصورة موحدة في جميع أنحاء آسيا. وكتب المحللون الاستراتيجيون في غولدمان في مذكرة لهم أن منطقة شمال آسيا هي الأكثر حساسية للنمو، في حين أن بعض أسواق جنوب شرق آسيا أكثر حساسية لمعدلات الفائدة.
وقاموا بترقية قطاعي الطاقة والتأمين في آسيا إلى فئة الشراء نظراً لقوة مقاومة الانكماش، مع خفض تصنيف شركات الإنترنت ووسائل الإعلام إلى محايد من أجل تقليل مخاطر المدة.
وكتب تاي هوي، كبير محللي الأسواق الآسيوية في "جيه بي مورغان أسيت مانجمنت" في مذكرة له، أنه من المرجح على مدى الأشهر الـ12 إلى 18 القادمة، أن تتعزز توقعات الأرباح من خلال التعافي الآسيوي القوي.
وأضاف: "إن اتباع نهج أكثر تنوعاً، سواء من حيث الجغرافيا أو القطاع، سيساعد المستثمرين على تجاوز الموجة القادمة من تقلبات السوق".