ارتفعت أسعار النفط في جلسة متقلبة أخرى بعد أن فشل اتفاق يهدف إلى زيادة معروض خام فنزويلا في الأسواق خلال الأشهر المقبلة في إزالة المخاوف الحالية من أن يؤدي الصراع في الشرق الأوسط إلى تخفيض الإمدادات.
استقر سعر خام غرب تكساس الوسيط فوق مستوى 89 دولاراً للبرميل بعد تقلبه في نطاق يقترب من 3 دولارات يوم الخميس. ويقدر محللون أن تعليق الولايات المتحدة بعض القيود المفروضة على فنزويلا في مقابل خطط لإجراء انتخابات حرة في البلاد قد يتيح للدولة التي تقع في أميركا الجنوبية ضخ ما يزيد على 200 ألف برميل يومياً في الأسواق، بزيادة تقترب من 25% في إنتاجها.
مع ذلك؛ يحسب المستثمرون حجم وسرعة تأثير زيادة النفط الفنزويلي في مساعدة الأسواق، مع تقرير يقول إن تحالف "أوبك+" لا يتوقع أن تفرض هذه التطورات إجراء أي تغيير في سياسته. علاوة على ذلك؛ يشعر المستثمرون بقلق مستمر بسبب تدهور مخزون مركز كوشينغ في أوكلاهوما، الذي وصل حالياً إلى أدنى مستوى له في تسعة أعوام، فيما تقترب عقود خام غرب تكساس الوسيط عن شهر نوفمبر من نهايتها يوم الجمعة، الأمر الذي يتسبب في زيادة تقلب الأسعار عند التسوية.
وساهمت في تقلب الأسعار أيضاً تلك التقارير المرتبطة بالحرب الإسرائيلية على غزة، ومنها هجوم بطائرة من دون طيار على قاعدة للقوات الأميركية في العراق.
وقال إدوارد مويا، المحلل الأول للسوق في شركة "أواندا"، إن الخام الفنزويلي لن يقدم إلا حلاً أولياً ومؤقتاً لمشكلة نقص المعروض في سوق النفط.
أضاف مويا أن: "مخاطر اتساع نطاق الحرب في الشرق الأوسط ربما تؤدي إلى زيادة الجهود الغربية الرامية إلى تغطية أي عجز أو اضطراب في تدفق النفط الخام. غير أن فنزويلا لن تستطيع زيادة الإنتاج بمستويات معتبرة، لذلك فمهما بلغ تراجع أسعار النفط الذي نتوقعه؛ فإنه سيكون مؤقتاً".
إقبال على المخاطرة
تلقى ارتفاع أسعار النفط بعد الظهر دفعة إضافية من مشاعر الإقبال على المخاطرة في الأسواق بوجه عام. وفسرت الأسواق المالية تعليقات رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في "النادي الاقتصادي في نيويورك" بالقول بأن مجلس الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى من رفع أسعار الفائدة، وهو موقف أقل تشدداً مما تم تمريره في وقت سابق، وفق ما كتبه آدم كريسافولي من شركة "فايتال نوليدج" (Vital Knowledge) في مذكرة للعملاء.
كانت مخاوف ارتفاع أسعار الفائدة وحالة الاقتصاد العالمي تكبل أسعار النفط الخام قبل بداية الحرب الإسرائيلية على غزة.
وتقلبت أسعار النفط منذ الهجوم الذي شنته حركة حماس في 7 أكتوبر. وأثار هجوم بري متوقع من جانب إسرائيل على قطاع غزة مخاوف من رد حزب الله المدعوم من إيران في جنوب لبنان، الذي قد يورط قوى إقليمية أخرى في الحرب. وتواجه المخاوف من أن يؤثر الصراع على تدفقات الوقود عقبة مستمرة تتمثل في ارتفاع أسعار الفائدة في جميع أنحاء العالم.
وحثت إيران على فرض حظر نفطي على إسرائيل، لكن مجموعة "سيتي غروب" قالت إن الموردين الرئيسيين لإسرائيل، بما في ذلك كازاخستان وأذربيجان، من غير المرجح أن يستجيبوا لمثل هذه الدعوة.
أسعار عقود النفط
ارتفعت أسعار خام غرب تكساس الوسيط تسليم شهر نوفمبر بواقع 1.05 دولار، مستقرة عند 89.37 دولار للبرميل في نيويورك |
عقود شهر ديسمبر الأعلى نشاطاً استقرت عند 88.37 دولار للبرميل |
سجل مزيج برنت تسوية شهر ديسمبر ارتفاعاً بقيمة 88 سنتاً، ليستقر عند 92.38 دولار للبرميل |