تعمقت موجة بيع الأسهم الآسيوية في ظل قلق المستثمرين من ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية، وتزايد التوترات في منطقة الشرق الأوسط.
صعدت العائدات على السندات الحكومية الأميركية لأجل 10 سنوات لليوم الرابع على التوالي، لتقترب من 5% لأول مرة منذ العام 2007. وقال جون ويليامز، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، إن أسعار الفائدة الأميركية يجب أن تظل مقيدة "لفترة أطول" حتى يعود التضخم إلى مستهدف البنك المركزي.
وانزلقت مؤشرات الأسهم في أسواق طوكيو، وهونغ كونغ، وسيدني، والبر الرئيسي للصين بنسبة تزيد عن 1%.
كما تراجع النفط بعد ارتفاعه في وقت سابق بعد تعليق الولايات المتحدة بعض العقوبات على إنتاج فنزويلا. فيما استقر الذهب وسط زيادة الطلب على الملاذ الآمن بعدما صعد حوالي 7% منذ هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي.
ارتفع النفط أمس الأربعاء بعدما كثفت إيران انتقاداتها لإسرائيل عقب انفجار في مستشفى في غزة، ما أدى بدوره إلى عرقلة الجهود الدبلوماسية الرامية إلى تقويض الصراع في الشرق الأوسط.
تأثير الحرب على سوق الأسهم
تراجعت أسهم شركة "يونايتد إيرلاينز هولدينغز" (United Airlines Holdings) بنسبة 10% تقريباً بعد تحذيرها من أن الحرب بين إسرائيل وحماس وارتفاع تكاليف وقود الطائرات ستؤثر سلباً على أرباحها.
وقال آلان ريتشاردسون، مدير المحافظ الاستثمارية في شركة "سامسونغ أسيت مانجمنت" إن "المستثمرين يقلصون الأصول عالية المخاطر في محافظهم، مع التركيز على جمع السيولة تحسباً لتصاعد المخاطر الجيوسياسية في الشرق الأوسط جراء الغزو البري الإسرائيلي المتوقع لقطاع غزة، والانتقام العنيف المحتمل ضد إسرائيل".
أداء العملات والسندات
في أسواق العملات، سجل الين ارتفاعاً طفيفاً مع زيادة صادرات اليابان أكثر من المتوقع في سبتمبر. ويستعد المتداولون لاضطرابات في العملة نتيجة المخاوف المتزايدة بشأن تدخل السلطات اليابانية في دعم الأسواق. وقال عضو سابق في مجلس إدارة بنك اليابان، إن المركزي قد يبتعد عن أسعار الفائدة السلبية بحلول نهاية هذا العام.
كان الدولار الأسترالي الأسوأ أداء بين نظرائه داخل مجموعة العشرة بعد بيانات التوظيف الضعيفة في البلاد، كما انخفض الرينغيت الماليزي إلى أدنى مستوياته في 25 عاماً متأثراً جزئياً بمكاسب الدولار الأميركي الأخيرة.
وانخفضت عقود الأسهم الأميركية في آسيا وبددت مكاسبها السابقة، بعدما انخفض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 1.3% يوم الأربعاء. كما تراجع سهم بنك "مورغان ستانلي" بأكبر قدر منذ عام 2020 حيث انخفضت أرباحه في ظل تباطؤ نشاط البنوك الاستثمارية، بينما ارتفعت أسهم "نتفلكس" بعد إعلانها عن أرباح قوية.
بالنسبة للسندات، ما تزال عوائد سندات الخزانة الأميركية عند أعلى مستوياتها منذ عدة عقود، حيث أشار محافظ بنك الاحتياطي الفيدرالي، كريستوفر والر، إلى أن صناع السياسة يمكنهم الانتظار وتحليل مزيد من البيانات قبل أن يقرروا ما إذا كان الاقتصاد يحتاج إلى مزيد من التشديد النقدي أو لا.
تحركات أسعار الفائدة الأميركية
ترى كارول كونغ، الخبيرة الاستراتيجية في بنك الكومنولث الأسترالي أن تكرار تصريحات "رفع أسعار الفائدة لفترة أطول، قد يسمح للعائدات الأميركية بالبقاء عند مستوياتها الحالية، أو تصل لأعلى منها، مع الحفاظ على دعم الدولار".
رغم هذا، يبدو أن عائدات السندات المرتفعة جذبت المشترين بالفعل، وظهر ذلك في تخفيض العائدات في مزاد للسندات ذات أجل 20 عاماً مقارنة بالمزاد السابق، وهذا الإقبال يساعد في الحد من ارتفاع العائدات طويلة الأجل. ومن المقرر أن يلقي رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، خطاباً في النادي الاقتصادي في نيويورك يوم الخميس.
بالعودة إلى آسيا، ما يزال المستثمرون هناك يراقبون شركة البناء الصينية المتعثرة "كانتري غاردن هولدنغز" والتي من المرجح أن تتخلف عن السداد لأول مرة على الإطلاق اليوم مع انتهاء فترة سماح سداد الفائدة على سنداتها الدولارية.