حقَّق مؤشر سوق الأسهم السعودية "تاسي" مكاسب بنحو 5% خلال شهر فبراير الماضي، بما يعادل 442.4 نقطة، مواصلاً بذلك ارتفاعه للشهر الثاني على التوالي، ليغلق تعاملات الشهر عند مستوى 9144.99 نقطة.
وارتفع متوسط السيولة للجلسة الواحدة خلال شهر فبراير بنسبة 60% عند 12.3 مليار ريال، مقارنة بمتوسط 7.6 مليار ريال في الشهر السابق، بإجمالي بلغ 245.75 مليار ريال، مقابل 160.8 مليار ريال في يناير، وبكميات تداول بلغت 6.9 مليار سهم، مقابل 4.75 مليار سهم في يناير.
تداولات مارس
ويرى محللون تحدَّثوا لـ"الشرق"، أنَّ تداولات الأسهم السعودية مرشَّحة لضغوط بيعيه وجني أرباح حادٍّ بعد المكاسب التي حقَّقتها السوق خلال الفترة الماضية، فيما يتوقَّع سيناريو آخر أن يواصل مؤشر "تاسي" النزعة المضاربية، التي قد تدفع المؤشر لاختراق 10 الاف نقطة.
ويقول المحلل المالي ماجد الخالدي لـ"الشرق": "إنَّ المؤشر العام لايزال قوياً وباتجاه صاعد، لكن بعد المكاسب القوية التي طالته مؤخراً قد تحدث عمليات تصحيح، وتصل بالمؤشر إلى مستويات 8900 نقطة.
وأضاف قائلاً : "إن حدث ذلك فسوف تكون مناسبة لعمليات تبديل المراكز في السوق، خاصة بعد الارتفاعات القوية على مصرف الراجحي، و "اس تي سي"، و البنك الأهلي التجاري التي أعطت زخماً لحركة السوق".
ويؤيده في ذلك عضو جمعية الاقتصاد السعودية والمحلل المالي أحمد الرشيد، الذي يرى أنَّ مؤشر " تاسي" أصبح يتداول بمكررات مرتفعة يقابلها ضعف في نتائج الشركات في عام 2020، مما يبقي السوق في مستويات سعرية مرتفعة أكثر عرضة للضغوط البيعية، مما يصعِّب الوصول إلى مستويات 10000 نقطة وفق المعطيات الحالية.
وفيما يتعلَّق بعمليات التصحيح التي قد تطال بعض الأسهم المضاربية المتضخمة سعرياً، التي وصلت ربحيتها إلى مستويات غير مسبوقة، قال الخالدي، إنَّه قد يكون هناك تصحيح لبعض الأسهم المضاربية المتضخمة سعرياً، مثل ماحدث خلال الجلسات الماضية، وقد يستمر ذلك خاصة بعد المكاسب السوقية الكبيرة التي دفعت بعض الأسهم المضاربية وصولها لمكررات ربحية عالية، ومستويات غير مسبوقة.
سيطرة نزعة المضاربة
ويرى الرشيد أنَّ جلسات السوق الأخيرة، تسيطر عليها النزعة المضاربية التي أوصلت الأسهم لمستويات مرتفعة جداً، مشيراً إلى أنَّ وصول أسعار الأسهم لمستويات مرتفعة مقارنة بأسعارها التاريخية، ومعطياتها الأساسية يجعلها معرَّضة لجني الأرباح قد تكون حادة.
وعزا ذلك إلى اعتماد المتعاملين في تلك الأسهم على الأرباح الرأسمالية في تحقيق مكاسب لمحافظهم الاستثمارية، إذ يركِّزون في تعاملاتهم على الأسهم التي لا توزِّع أرباحاً ،ولا تحقق أداء مالياً يبرر ذلك الارتفاع، وهذا يجعل استدامة نمو السعر مشكوكاً فيه
وسجَّل قطاع البنوك في شهر فبراير ارتفاعاً بنسبة 10.06%، كما سجَّل قطاع المواد الأساسية ارتفاعاً بنحو 5.2%، وقطاع الاتصالات 3.25%. وفي المقابل، سجَّل قطاع المرافق العامة خسائر بنسبة 3.13%.
في المقابل يتوقَّع رئيس الاستشارات في "جي أي بي " كابيتال عبدالله الحامد أنَّ أداء مؤشر الأسهم السعودية "تاسي" سيكون إيجابياً خلال شهر مارس.
وأضاف: "قد يكون هناك جني أرباح للمؤشر، لكنَّه لن يكون بشكل حادٍّ، قد نرى مؤشر "تاسي" عند مستويات 10 آلاف نقطة في نهاية العام الحالي".
قال الحامد، "الأسهم المضاربية لا تخضع لعوامل السوق إطلاقاً، وقد لا تشهد جني أرباح حالياً، إذ يتحكَّم بها مجموعة من المضاربين".
وعلى صعيد آخر ارتفع مؤشر السوق الموازية "نمو " خلال فبراير بنسبة 1.18%، ليصل عند مستوى 25437.36 نقطة، بتداولات بلغت 1.05 مليار ريال مقابل نحو مليار ريال في يناير.