تحركت أسعار النفط في نطاق ضيق، حيث لم تشن إسرائيل حتى الآن هجومها البري المتوقع على قطاع غزة، فيما كثفت الولايات المتحدة جهودها لمنع تحول الأزمة إلى حرب إقليمية واسعة النطاق.
استقر سعر خام برنت دون 91 دولاراً للبرميل، بعدما صعد بنحو 6% يوم الجمعة مسجلاً مكسباً أسبوعياً كبيراً. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، سارع المسؤولون الأميركيون إلى إجراء محادثات مع دول الشرق الأوسط –بما في ذلك إجراء لقاءات غير معلنة مع إيران– لاحتواء الصراع. ومن المقرر قيام وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بزيارة جديدة إلى إسرائيل يوم الاثنين، فيما يدرس رئيس الولايات المتحدة، جو بايدن، هو الآخر إمكانية القيام برحلة إلى هناك خلال الأيام المقبلة.
سوق النفط تواجه صدمة الحرب
أصيبت سوق النفط الخام العالمية بصدمة بسبب الأحداث التي تلت الهجوم الأولي الذي شنته حماس ضد إسرائيل، كما ثارت مخاوف من تورط دول أخرى في الصراع، وخاصة إيران. ويمكن أن تتعرض تدفقات النفط الخام من الشرق الأوسط لخطر جسيم حال زعزعة استقرارها أو تصعيد القتال. وتمثل إمدادات المنطقة حوالي ثلث المعروض العالمي، ما يزيد من خطر تشديد السوق.
وقال هان تشونغ ليانغ، المحلل الاستراتيجي للاستثمار في بنك "ستاندرد تشارترد" أنه "على مر التاريخ نادراً ما أدت صراعات الشرق الأوسط إلى ارتفاع مستمر في أسعار النفط، عندما لا تتسبب في تعطيل الإمدادات. وفي حالة الأزمة الحالية، هناك خطر محدود من حدوث انقطاعات مباشرة وغير مباشرة على حد سواء في الإمدادات".
من المقرر أن يعود بلينكن إلى إسرائيل، اليوم الاثنين، بعد محادثات مع مسؤولين عرب، بما في ذلك المملكة العربية السعودية (قائدة تحالف أوبك+). وفي وقت سابق، حذر وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، من أن خطر انتشار الصراع قد يتحقق على أرض الواقع إذا واصلت إسرائيل هجومها. وتعتبر طهران الداعم الرئيسي لحماس، كما تدعم جماعة حزب الله في جنوب لبنان.
الشرق الأوسط يتأهب لمعركة جديدة
عززت إدارة بايدن أيضاً من الوجود العسكري الأميركي في المنطقة، مع احتشاد آلاف القوات الإسرائيلية بالقرب من غزة. وأُرسلت المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات "يو إس إس أيزنهاور" (USS Eisenhower) إلى شرق البحر الأبيض المتوسط للانضمام إلى حاملة الطائرات "يو إس إس جيرالد فورد"، التي أُرسلت بعد وقت قصير من هجوم حماس.
على الجانب الآخر، تستمر فوارق الأسعار المرتبطة بآجال عقود النفط الخام في التزايد على المدى القريب، حيث يبلغ الهامش بين أقرب عقدَي خام برنت 1.57 دولار للبرميل في حالة باكورديشن، مقارنة بـ89 سنتاً قبل شهر تقريباً، حيث أبقت السعودية وروسيا (الدولتان المؤثرتان داخل تحالف أوبك+) على قيود الإنتاج، مما أدى إلى تراجع الإمدادات في السوق.