قال رئيس بنك الشعب الصيني، بان قونغ شنغ، إن ثاني أكبر اقتصاد في العالم وسوق العقارات فيه يظهران علامات تحسّن، كما أن مخاطر ديون الحكومات المحلية "يمكن التحكم فيها".
وأضاف في كلمة ألقاها اليوم السبت في الاجتماعات السنوية لصندوق النقد الدولي في مراكش بالمغرب، إن مؤشرات الاقتصاد، بما في ذلك الإنتاج الصناعي ونشاط الخدمات، أظهرت اتجاهات إيجابية.
انتعاش سوق العقارات
أفاد رئيس بنك الشعب الصيني أن سوق العقارات في العديد من المناطق "أظهرت علامات انتعاش" بعد تخفيف قواعد الرهن العقاري، مضيفاً أن مخاطر ديون الحكومات المحلية في الصين "هيكلية ويمكن التحكم فيها بشكل عام".
وأضاف أن الصين ستعمل على تحسين بيئة الأعمال للشركات الخاصة، وتكثيف الجهود لجذب الاستثمار الأجنبي، وتحقيق الاستقرار التجاري، دون الإعلان عن أي إجراءات جديدة محددة.
وفي بيان منفصل من بنك الشعب الصيني؛ قال "بان" إن صناع السياسة النقدية سيحسنون استخدام الأدوات الإجمالية والهيكلية، في إشارة إلى التحركات الواسعة التي تؤثر على السيولة الإجمالية وتلك الهادفة لمساعدة صناعات معينة. وأضاف أن الصين ستسعى لتحقيق المزيد من النمو المستدام مع الحفاظ على وتيرة نمو "معقولة".
الصين تعتزم تقديم مزيد من التحفيز المالي لتنشيط الاقتصاد
اجتمع محافظو بنوك مركزية ووزراء مالية من أنحاء العالم في مراكش لمناقشة آفاق الاقتصاد العالمي وسط تصاعد التوتر الجيوسياسي، بما في ذلك حرب جديدة في الشرق الأوسط.
وفي واحدة من أهم جولاته الخارجية منذ توليه منصبه في يوليو، التقى المحافظ أمس الجمعة بوزيرة الخزانة الأميركية جانيت يلين لإجراء محادثات وصفها متحدث باسم الوزارة بأنها "موضوعية ومثمرة".
تباطؤ التضخم
أظهرت بيانات رسمية أمس الجمعة تباطؤ أسعار المستهلكين على نحو غير متوقع لتصل إلى حافة الانكماش، على الرغم من أن مؤشرات حديثة أخرى مثل الصادرات تشير إلى أن التباطؤ قد يكون معتدلاً. وتجنبت السلطات حتى الآن طرح حزمة تحفيز كبيرة لتعزيز الاقتصاد، وركزت بدلاً من ذلك على المزيد من السياسات الإضافية.
وقال "بان" إن القطاع المالي في الصين ما يزال قوياً، وإن المخاطر "تحت السيطرة إلى حد بعيد". وستفرض الصين رقابة صارمة على الاقتراض الجديد من خلال أدوات تمويل الحكومات المحلية، وستضع آلية لكبح جماح زيادة ديونها.
طفرة الديون السيادية عقبة جديدة أمام إنقاذ اقتصاد الصين
ألمح "بان" أن المقاطعات الشرقية -الأكثر تطوراً اقتصادياً- قادرة على حل مشكلات ديون حكوماتها المحلية بنفسها. وأضاف أن المقاطعات في المناطق الوسطى والغربية يمكنها إعادة هيكلة منصات التمويل الخاصة بها، وبيع الأصول لسداد الديون والتفاوض مع المؤسسات المالية.
وعن محادثات إعادة هيكلة الديون مع الدول المنخفضة الدخل؛ قال بان إن الصين لعبت دوراً نشطاً في مواجهة أزمة الديون العالمية، وقدمت مساهمات مهمة في معالجة ديون زامبيا.
وأضاف أنه يأمل أن تؤدي مراجعة حصص صندوق النقد الدولي إلى زيادة تمثيل الدول النامية، لافتاً إلى أن إعادة تنظيم الحصص أمر أساسي لإصلاح إدارة الصندوق.
أبرز النقاط الأخرى في خطاب بان:
- قال بان: "تحسنت معدلات توظيف الشباب بشكل ملحوظ"، لافتاً إلى استقرار التوظيف الإجمالي.
- زاد الإنفاق المالي في الصين بوتيرة أسرع ولكنها معقولة، في حين ارتفع إصدار الحكومات المحلية للسندات الخاصة، وهي مصدر رئيسي لتمويل البنية الأساسية
- التضخم العالمي ربما يظل مرتفعاً لفترة أطول، على الرغم من أن أسعار المستهلكين في الصين ما تزال مستقرة.
- المخاطر التي تهدد الاستقرار المالي العالمي آخذة في الارتفاع، وتتزايد الشكوك المتعلقة بالسياسة النقدية بسبب الاتجاهات المعقدة في الاقتصادات الكبرى.