انخفضت الأسهم الأميركية وارتفعت أسعار السندات بعد ظهور علامات على أن إسرائيل تستعد لغزو قطاع غزة برياً، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذ آمن قبيل عطلة نهاية الأسبوع. فحلقت أسعار الذهب بأعلى نسبة منذ شهر مارس، وصعدت أسعارالنفط.
شهدت أسهم التكنولوجيا العملاقة موجة بيع كثيف، وانخفض مؤشر "ناسداك 100" بنسبة تجاوزت 1%. وتراجع سهم "بوينغ" بعد أن أعلنت الشركة أنها تجري تحقيقاً في مشكلة تتعلق بجودة الطائرة "بوينغ 737 ماكس". وحققت أسهم "جيه بي مورغان تشيس" و"ويلز فارغو" مكاسب بسبب قوة الأرباح، فيما هبطت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 30 عاماً بواقع 9 نقاط أساس إلى 4.76%، متخلية عن جزء من مكاسب الجلسة السابقة. وتجاوز سعر خام غرب تكساس الوسيط مستوى 87 دولاراً للبرميل.
تصعيد الصراع في الشرق الأوسط إلى مستوى أشد احتداماً قد يدفع إسرائيل إلى صدام مباشر مع إيران، التي تمد حماس بالسلاح والتمويل. وفي ذلك السيناريو، تقدّر "بلومبرغ إيكونوميكس" أن أسعار النفط قد تحلق إلى 150 دولاراً للبرميل وأن ينخفض معدل نمو الاقتصاد العالمي إلى 1.7%- في ركود قد يقلل إجمالي الناتج العالمي بقيمة تريليون دولار.
قال مات مالي، رئيس استراتيجية السوق في شركة "ميلر تاباك+" (Miller Tabak +): "إن الوضع في إسرائيل مروع، وإذا امتد إلى صراع إقليمي، فإن التكلفة البشرية سترتفع بطريقة مضاعفة، وستبدأ التكلفة المالية في جميع أنحاء العالم في الارتفاع بسرعة كبيرة جداً أيضاً" وأضاف أن المستثمرين يجب أن يتوفر لهم على الأقل "بعض التأمين ضد الهبوط المفاجئ في سوق الأسهم من الآن وحتى نهاية العام".
اقرأ أيضا: الحرب الإسرائيلية تنشر مخاطر السوق في منطقة الشرق الأوسط
ارتفاع النفط يهدد الاقتصاد العالمي
إن الارتفاع المستمر في أسعار النفط سيضر بالاقتصاد العالمي أكثر، ومن الواضح أن هذا ليس جيداً لأسواق الأسهم ذات التقييمات المرتفعة بالفعل، وفقاً لفواد رزاق زاده، محلل السوق في "سيتي إندكس" و"فوركش دوت كوم".
وأشار رزاق زاده إلى أن "عودة الارتفاع في أسعار النفط اليوم، إذا استمرت، يمكن أن تؤجج المخاوف التضخمية وتجعل الركود التضخمي أسوأ بالنسبة للبلدان المستوردة للنفط في منطقة اليورو واليابان والصين، من بين دول أخرى. يأتي هذا في الوقت الذي ارتفعت فيه تكاليف الاقتراض بشكل كبير في جميع الاقتصادات المتقدمة".
وحذّر جيمي ديمون من مخاطر جيوسياسية جدية في الوقت الذي تستعد فيه إسرائيل لهجوم بري على غزة. وقال الرئيس التنفيذي لبنك "جيه بي مورغان" في بيان أرباح الربع الثالث: "قد يكون هذا أخطر وقت يشهده العالم منذ عقود. الحرب في أوكرانيا إضافة إلى هجمات الأسبوع الماضي على إسرائيل قد يكون لها آثار بعيدة المدى على أسواق الطاقة والغذاء والتجارة العالمية والعلاقات الجيوسياسية".
قام المستثمرون أيضاً بفحص أحدث البيانات الاقتصادية وتعليقات مسؤولي البنك المركزي للحصول على إشارة إلى توقعاته بشأن السياسة النقدية.
ارتفعت توقعات التضخم السنوي لسنة قادمة عند المستهلكين الأميركيين ارتفاعاً حاداً في أوائل أكتوبر، مما أدى إلى تدهور شديد في وجهات نظر الأميركيين حول مواردهم المالية وكذلك المعنويات. وقال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا باتريك هاركر إن انحسار التضخم مستمر ومتواصل، مؤكداً أنه يفضل الإبقاء على أسعار الفائدة كما هي، ما لم يحدث تغير شديد في البيانات.
اقرأ أيضاً: "موديز" تتوقع تخلف شركات أميركية عن سداد ديون تتجاوز تريليون دولار
