من المتوقع أن تُظهِر البيانات المقرر إعلانها يوم الاثنين تفوق الاقتصاد التركي البالغ 736 مليار دولار، في الربع الأخير من 2020، إذ تغلبت أسعار الفائدة، وازدياد الإنفاق والائتمان، على القيود الناتجة عن الوباء، حتى مع انهيار الليرة التركية، وفقاً لما ستُظهِره البيانات الرسمية.
ووفقاً لمتوسط 14 توقعاً في استطلاع أجرته بلومبرغ، فمن المحتمل أن يكون الناتج المحلي الإجمالي قد ارتفع في الربع الأخير بنسبة 7.4% على نفس الفترة من العام السابق، وقد تكون هي النسبة العليا في مجموعة العشرين بما في ذلك الصين، وتسبب الوباء والسياسة النقدية خلال العام الماضي في تراجع العملة بنسبة 20% في عام 2020، وأبقى التضخم في خانة العشرات طوال العام.
وستكشف البيانات أيضاً عن التحدي الذي يواجه محافظ البنك المركزي ناجي أقبال، الذي يتطلع إلى استعادة استقرار الأسعار دون التسبب في تباطؤ حادّ في النشاط وقفزة في البطالة.
زيادة الاستهلاك والإنفاق الحكومي
وقال كان أيان، الخبير الاقتصادي في "أكتيف بنك" Aktif Bank، المقيم في إسطنبول والذي يحتل المرتبة الثانية بين المحللين المتخصصين في توقعات بيانات الناتج المحلي الإجمالي التركي: "كانت المحركات الرئيسية للنشاط الاقتصادي في الربع الأخير هي الإنتاج الصناعي ونمو الائتمان" وأضاف: "إن الاستهلاك والإنفاق الحكوميَّين سيدعمان النشاط في الربع الأول من عام 2021، بما سيرفع النموّ على مدار العام الجاري إلى 5.2%".
وكانت الحكومة دفعت البنوك إلى زيادة الإقراض لمساعدة الشركات والمستهلكين على تجاوز حالة الطوارئ الناتجة عن وباء كورونا، فيما اقترن ازدهار الائتمان بدورة تسهيلات محملة مسبقًا ساعدت على تمهيد الاقتصاد.
توقعات متفائلة لعام 2021
ورفع أغبال سعر الفائدة القياسي بمقدار 675 نقطة أساس إلى 17% بعد تعيينه في نوفمبر، مما يشير إلى العودة إلى سياسة نقدية أكثر ملاءمة للسوق. وتعززت الليرة بنسبة 15% منذ تعيينه.
ورفع صندوق النقد الدولي توقعاته للنمو للاقتصاد التركي إلى 6% في عام 2021 وسط إطلاق لقاح فيروس كورونا، في حين حذّر من أن الاستجابة للوباء أدّت إلى تفاقم المخاطر المالية الموجودة مسبقاً رغم أنها أدت إلى انتعاش قوي في النشاط الاقتصادي.
وقال المحلل ياركن سيبيشي بـ"جيه بي مورغان تشيس آند كو" (JPMorgan Chase & Co) في لندن: "مع بعض الاستقرار في سوق العملات، يمكن للمصدّرين الأتراك الاستمتاع أخيراً بالقدرة التنافسية السعرية التي تراكمت خلال السنوات الأخيرة. ومن المرجح أن تكون السياحة أقوى من العام الماضي أيضاً، اعتماداً على وتيرة التطعيم".