تتجه أسعار النفط لتسجيل مكاسب أسبوعية متواضعة، حيث عوضت علامات ضعف الطلب المخاوف من أن يؤدي الصراع بين إسرائيل وحماس إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط وتقليص الإمدادات العالمية.
صعد خام غرب تكساس الوسيط نحو 84 دولاراً للبرميل يوم الجمعة، وارتفع بنسبة 1% تقريباً منذ بداية هذا الأسبوع. لكنه خسر معظم الزيادة التي سجلها يوم الإثنين الماضي عقب هجوم حماس على إسرائيل وسط توقعات باحتواء الصراع، بعدما حثت السعودية (العضو الرئيسي في منظمة أوبك) على انتهاج مسار السلام في مكالمة دبلوماسية نادرة رفيعة المستوى مع إيران. مع ذلك، قد يؤدي الغزو البري الإسرائيلي المتوقع لغزة إلى مزيد من التقلبات.
زيادة مخزونات النفط وتراجع الطلب
انخفضت أسعار النفط بالأمس، ويرجع ذلك جزئياً إلى تسجيل أكبر زيادة في مخزونات الخام الأميركية منذ فبراير، لكن الاحتياطات تقلصت مجدداً في مركز كوشينغ للتخزين بولاية أوكلاهوما، الذي يعتبر نقطة التسليم الرئيسية لخام غرب تكساس الوسيط.
من جانبها، قالت وكالة الطاقة الدولية إن تراجع أسعار النفط مؤخراً بعد اقترابها من حافة 100 دولار للبرميل يُظهر أن الأسعار وصلت إلى مستوى يدفع الطلب للتراجع، على الرغم من أن الوكالة ما تزال تتوقع استهلاك العالم للنفط بوتيرة قياسية هذا العام.
شهدت أسواق النفط الخام تقلبات ملحوظة هذا الأسبوع، حيث يركز المتعاملون إلى احتمال جر إيران إلى الصراع مع إسرائيل، في ظل دعم طهران لحركة حماس بالأسلحة والأموال، وهي الحركة التي صنفتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أنها جماعة إرهابية.
تورط إيران يهدد أسواق النفط
على صعيد متصل، تحقق إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في تورط طهران المحتمل بضربات الأسبوع الماضي، كما توصلت إلى اتفاق غير رسمي مع قطر لتأجيل توصيل 6 مليارات دولار من عائدات النفط التي سُمح لإيران بالحصول عليها. بينما نفت طهران عدة مرات تورطها في الهجمات.
ترى تشارو تشانانا، المحللة الاستراتيجية للسوق بمؤسسة "ساكسو كابيتال ماركتس" (Saxo Capital Markets) في سنغافورة أن "التهديد الرئيسي للنفط لن يظهر إلا إذا ثبت تورط إيران. وما تزال توقعات الطلب على النفط ضبابية كذلك."
أبقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، يوم الخميس، على توقعاتها بحدوث عجز قياسي في إمدادات النفط هذا الربع، مع انخفاض المخزونات العالمية بنحو 3 ملايين برميل يومياً. وساعدت قيود الإنتاج التي فرضتها المنظمة وحلفائها، بما في ذلك التخفيضات الطوعية من جانب السعودية وروسيا، على تقليص الإمدادات.
في غضون ذلك، فرضت الولايات المتحدة أيضاً أول حزمة عقوبات لها على انتهاكات الحد الأقصى لأسعار النفط الروسي، بناءً على الأدلة المتزايدة التي تشير لفشل القيود السابقة في خفض إيرادات الكرملين حسب المأمول.
