انخفضت أسعار النفط لليوم الثالث على التوالي، مما أدى إلى محو كل المكاسب التي حققها يوم الاثنين الماضي عقب الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل، إضافة إلى تراجع المخاوف من انتشار الصراع على نطاق أوسع، كما تشير بيانات القطاع في الولايات المتحدة إلى حدوث قفزة في المخزونات.
انحدر سعر خام غرب تكساس الوسيط إلى ما دون 83 دولاراً للبرميل، بعد تراجعه يوم الأربعاء عقب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز" يفيد بأن إيران ربما لا تكون متورطة فعلاً في الهجوم الدموي. وفي ظل عدم تورط طهران، قد يقلل ذلك من فرص فرض عقوبات إضافية على النفط الإيراني، ويساعد على منع البلاد وحلفائها في جميع أنحاء الشرق الأوسط من الانجرار إلى الصراع.
مع ذلك، تدرس إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إعادة تجميد 6 مليارات دولار من عائدات النفط الإيراني، كجزء من استجابتها للأزمة. وتعهدت إسرائيل بالقضاء على حماس، وأشارت إلى استعدادها لشن هجوم بري كبير على غزة، ما قد يزعزع استقرار الشرق الأوسط الذي يضم نحو ثلث إمدادات النفط الخام في العالم.
"خطر كامن على النفط"
من جانبه، قال فيشنو فاراثان، رئيس قسم الاقتصاد والاستراتيجية في آسيا لدى "بنك ميزوهو"، إنه ما يزال هناك "خطر كامن على النفط من اندلاع صراع جيوسياسي". مضيفاً أن التطمينات بأن الحرب "لن تؤثر على إمدادات النفط مرهونة إلى حد كبير بعدم انتشار الصراع، وببساطة لا يوجد ضمان لذلك".
تراجعت أيضاً المكاسب التي حققها النفط الخام في بداية هذا الأسبوع بفضل تخفيضات الإنتاج من قبل المملكة العربية السعودية (قائدة تحالف أوبك+). وشددت المملكة، يوم الثلاثاء، على دعمها لجهود التحالف لتحقيق التوازن في أسواق النفط العالمية. كما ساعد الإنتاج الأميركي القياسي، فضلاً عن إمكانية التوصل إلى اتفاق بين الولايات المتحدة وفنزويلا، في تخفيف المخاوف بشأن شح الإمدادات، الذي ساهم في تعزيز صعود الأسعار بقوة في الربع الأخير.
سيركز المتداولون أيضاً على مستويات المخزونات الأميركية بعدما أعلن معهد البترول الأميركي الممول من الصناعة عن قفزة بنحو 13 مليون برميل في المخزونات على مستوى البلاد، وفقاً لأشخاص مطلعين على البيانات. مع ذلك، انخفضت المخزونات في مركز كوشينغ الرئيسي بولاية أوكلاهوما مرة أخرى نحو مستويات منخفضة للغاية. ومن المقرر صدور البيانات الرسمية للمخزونات لاحقاً اليوم.
