ارتفعت الأسهم الأميركية بعد تصريحات من مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي عززت الرهان على أنهم سيمتنعون عن رفع أسعار الفائدة هذا العام. وقفزت أسعار النفط بعد اندلاع المواجهة بين حماس وإسرائيل الذي أثار مخاوف توسع الصراع في المنطقة.
عوض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" خسائره بعد أن قال نائب رئيس الاحتياطي الفيدرالي فيليب جفرسون إن مسؤولي البنك في وضع يدفعهم إلى "التعامل بحذر" بعد الزيادة الأخيرة في عوائد سندات الخزانة.
في وقت سابق من يوم الإثنين، قالت رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في دالاس لوري لوغان إن الزيادة الأخيرة في عوائد سندات الولايات المتحدة طويلة الأجل ربما تضعف احتياج البنك المركزي إلى رفع أسعار الفائدة مرة أخرى. واتجه الدولار نحو الهبوط، وقفزت أسعار العقود الآجلة على سندات الخزانة، مع إغلاق أسواق النقد بمناسبة الاحتفال بيوم "كولومبوس".
الدولار يرتفع وسط استمرار التصعيد بين إسرائيل وفلسطين
قال أندرو برينر من شركة "نات ألايانس سيكيوريتيز" (NatAlliance Securities): "لقد تغير السيناريو. وانخفضت بدرجة كبيرة احتمالات رفع أسعار الفائدة مرة أخرى منذ يوم الجمعة الماضي".
في نهاية الأسبوع الماضي، عزز المتعاملون رهانهم على رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مرة أخرى هذا العام، حيث أظهرت البيانات ارتفاع عدد الوظائف الأميركية بشكل غير متوقع في سبتمبر.
صعود أسهم الطاقة
قادت شركات الطاقة مكاسب مؤشر "ستاندرد آند بورز 500"، إذ تجاوزت أسعار العقود الآجلة للخام الأميركي لفترة وجيزة مستوى 87 دولاراً للبرميل. وارتفعت أسهم "إكسون موبيل" و"شيفرون" بأكثر من 2.7%. وقفزت أسهم شركات الدفاع، وقد صعدت أسهم شركة "نورثروب غرومان" بأعلى نسبة منذ مارس 2020 وارتفعت أسهم شركة "لوكهيد مارتن" بنسبة 8.9%. وانخفض سهما مجموعة "أميريكان إيرلاينز" و"دلتا إيرلاينز" بما يزيد على 4%.
وانخفضت أسهم الشركتين الإسرائيليتين "تيفا فارماسيتيكالز" و"تشيك بوينت سوفتوير تكنولوجيز" في التعاملات الأميركية. وانخفض الشيكل حتى بعد أن كشف البنك المركزي عن برنامج دعم بقيمة 45 مليار دولار. وارتفعت أسعار الغاز في أوروبا.
مخاطر تواجه الأسواق
يأتي الصراع الأخير في الشرق الأوسط في وقت تستمر فيه المخاوف الجيوسياسية، مع مواجهة الأسواق أيضاً فترة من تراجع النمو الاقتصادي العالمي، وفقاً لسوليتا مارسيلي، رئيسة شؤون الاستثمار في الأميركتين في شركة "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت" (UBS Global Wealth Management).
أضافت مارسيلي: "على هذه الخلفية، ما زلنا نفضل الدخل الثابت على الأسهم، نرى صورة أفضل للمخاطرة والعائد في سوق الدخل الثابت، ونوصي المستثمرين بالنظر في شراء سندات عالية الجودة في نطاق استحقاق 5-10 سنوات. ونتوقع المزيد من تراجع التضخم وتباطؤ النمو العالمي".
قد يأتي الخطر التالي على الأسهم الأميركية من قيود السياسة المالية في وقت لا يزال فيه بنك الاحتياطي الفيدرالي يواجه ارتفاع التضخم، وفقاً لمايكل ويلسون من بنك "مورغان ستانلي". وقال الخبير الاستراتيجي – وهو من بين أبرز الأصوات المتشائمة في وول ستريت - إنه في حين تجنبت الحكومة الأميركية بصعوبة خطر الإغلاق الأسبوع الماضي، فإن "عدم وجود بنية مرنة طويلة الأجل تدعم الانضباط المالي" يمكن أن يكون لذلك تأثير سلبي على الأسواق المالية.
اقرأ أيضا: الكونغرس الأميركي يتجنب إغلاق الحكومة في اللحظة الأخيرة
وقال فيليب هيلدبراند، نائب رئيس مجلس إدارة شركة "بلاك روك"، إن صندوق النقد الدولي يجب أن يضع إطاراً للمناقشات هذا الأسبوع حول الواقع الاقتصادي الجديد، حيث تكون البنوك المركزية أقل قدرة على دعم النمو من خلال خفض أسعار الفائدة.
و قال هيلدبراند في مقابلة مع تلفزيون "بلومبرغ" يوم الإثنين: "سوف تستمر بيئة ارتفاع التضخم وتصبح أكثر ثباتاً، ولن نتمكن من خفض أسعار الفائدة بهدف الاستجابة لضعف نمو الاقتصاد. ويجب أن يكون هذا هو إطار صندوق النقد الدولي وآمل أن يبدأوا في الاهتمام بهذه الأوضاع الهيكلية الجديدة".