فقد المسؤولون التنفيذيون في واحدة من أكبر شركات تجارة النحاس في الصين الاتصال مع مؤسس الشركة، ويعتقدون أن الشرطة احتجزته ويجري استجوابه، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر.
أسس "هي جينبي" شركة "مايك ميتالز إنترناشونال" (.Maike Metals International Co)، أكبر مستورد للنحاس المكرر في الصين قبل أن تطيح أزمة السيولة في العام الماضي بأعمال الشركة.
قال المطلعون، الذين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم لحساسية الأمر، إن زملاء جينبي لم يتمكنوا من التواصل معه منذ يوم واحد على الأقل، وتم إبلاغهم أن الشرطة اعتقلته وتجري معه تحقيقاً في مسقط رأسه بمقاطعة شنشي.
لم يذكر الأشخاص المطلعون سبباً لاحتجازه. كان "هي" وشركته "مايك" محور إجراءات قانونية اتخذها الدائنون، منذ أن واجهت الشركة صعوبات العام الماضي خلال عمليات الإغلاق الممتدة بسبب فيروس "كورونا" في الصين، وذلك عندما بدأت الشركة تتعثر في سداد ثمن مشتريات. ذكرت "بلومبرغ" في سبتمبر الماضي أن أعمال الشركة قد توقفت إلى حد كبير.
أقوى اللاعبين في الصناعة
لم تنجح المحاولات المتعددة للاتصال به هو وعائلته عن طريق المكالمات الهاتفية والرسائل النصية. رفضت "مايك" التعليق على الواقعة في رسالة بالبريد الإلكتروني. ولم ترد إدارة الأمن العام في مقاطعة شنشي على فاكس يطلب التعليق.
كانت "مايك" حتى وقت قريب توفر ربع واردات الصين من النحاس، مما جعلها واحدة من أقوى اللاعبين في هذه الصناعة، حيث تسبب انهيارها في حدوث هزات في جميع أنحاء الصناعة.
ماذا يعني اختفاء كبار المديرين والمصرفيين في الصين؟
تمكّن جينبي من تأسيس "مايك" بالتعاون مع مجموعة من أصدقائه في عام 1993، وبدأت أنشطتها بتجارة المنتجات الميكانيكية والكهربائية قبل أن تحوّل تركيزها إلى تجارة النحاس. من خلال شبكة واسعة من الأصدقاء والاتصالات التجارية، استطاع "هي" أن يوطّد مكانة "مايك" كجسر حيوي بين التجار الدوليين الكبار والمستهلكين الصينيين، لتحفيز نهم البلاد للمواد الخام خلال دورة السلع الفائقة التي شهدها العام 2000.
ساعدته علاقاته المتعمقة من خلال الاقتصاد الحقيقي على المراهنة الجريئة والناجحة على مستقبل سوق النحاس، وكان رائداً في تجارة النقد مقابل النحاس في الصين، حيث اقترض بضمان الكميات الهائلة من المعادن التي كان يشحنها ويخزنها في المستودعات.
أزمة سيولة في تجارة النحاس
في عام 2010، توسعت "مايك" في قطاع العقارات المزدهر في الصين، واستثمرت في الفنادق والمراكز التجارية التي خلت لاحقاً لعدة أشهر بسبب عمليات الإغلاق الممتدة جراء تفشي فيروس كورونا في الصين، مما أجج أزمة السيولة في العام الماضي.
وفي فبراير الماضي، تقدمت "مايك" بطلب إلى محكمة "لإعادة هيكلة أولية"، حيث تسعى لبدء تجارة المعادن مجدداً. ومع ذلك، فإن غيابها المستمر عن السوق أثّر على السيولة في تجارة النحاس في الصين.
أُقيمت دعوى قضائية ضده هذا العام من قبل شركة "آي إن جي غروب" (ING Groep NV) في هونغ كونغ والتي تطالبه فيها بديون مستحقة تزيد قيمتها عن 147 مليون دولار. تضمنت القضية مدفوعات متأخرة مستحقة على الذراع التجارية لـ "مايك"، وفقاً لإيداعات المحكمة. كانت "مايك" رفضت في وقت سابق التعليق على القضية.