صعد الدولار الأميركي مقابل معظم أقرانه من العملات الكبيرة حول العالم، في أول تداولات بعد اندلاع الاشتباكات بين إسرائيل وفلسطين.
ارتفع الدولار -الذي يُنظر إليه كملاذ آمن في أوقات الاضطرابات- بنسبة 0.2% مقابل اليورو والجنيه الاسترليني، في حين ضعفت العملات الأعلى مخاطرة مثل الدولار الأسترالي والنيوزيلندي. وكانت الكرونة النرويجية هي العملة الرئيسية الأفضل أداء، بعدما قفز النفط بأكثر من 5%، مما عزز توقعات زيادة صادرات النرويج.
يمكن أن تؤدي زعزعة استقرار الشرق الأوسط إلى تعزيز الأداء الممتاز الذي حققته العملة الأميركية في الأشهر الأخيرة. وكان هذا الارتفاع سبباً في إحياء المناقشات في أوروبا حول ما إذا كان اليورو سيهبط مجدداً إلى مستوى التعادل، في حين يمكن أن ينخفض سعر الين الياباني إلى 150 يناً للدولار.
إلى أين يتجه سعر الدولار؟
قال جيسون وونغ، المحلل الاستراتيجي للعملات ببنك نيوزيلندا في ولنغتون: "سيصعد الدولار دون عراقيل أكثر من أي استثمار آخر على المدى القصير، بسبب انخفاض الرغبة في المخاطرة". ولكن في ضوء نطاق ارتفاع العملة الأميركية الحالي؛ "من المرجح تلاشي هذا الارتفاع بسرعة نسبياً" على حد تعبيره.
صعد مؤشر "بلومبرغ" للدولار بنسبة 2.1% منذ بداية هذا العام، وأصبح في طريقه لتحقيق مكاسب سنوية ثالثة. ستكون هذه أطول فترة مكاسب للعملة الأميركية منذ عام 2016. كما ارتفع المؤشر بنسبة 0.1% يوم الإثنين.
ترددت أصداء تداعيات الاشتباكات بين إسرائيل وفلسطين في أسواق الشرق الأوسط يوم الأحد، مما أدى إلى انخفاض الأسهم. وتكبد مؤشر الأسهم الإسرائيلي "تي إيه 35" أكبر خسارة منذ أكثر من ثلاث سنوات، حيث تراجع بنسبة 6.5%.
وفي زوايا أخرى من السوق؛ تراجع البيزو المكسيكي، الذي يُنظر إليه غالباً باعتباره مؤشراً للأسواق الناشئة واستراتيجيات تجارة فوارق أسعار الفائدة، بنحو 1% مقابل الدولار.
تشديد الفيدرالي
استفاد الدولار من الزيادات القوية التي أقرها بنك الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة، جنباً إلى جنب مع مرونة الاقتصاد الأميركي.
ويقول المحللون الاستراتيجيون إن أزمة الشرق الأوسط أضافت محركاً جيوسياسياً جديداً إلى تداول السندات، على الرغم من أن التضخم ما يزال المحرك الرئيسي لأسواق الديون.
صعدت العقود المستقبلية لسندات الخزانة الأميركية يوم الإثنين، مع وقف التداول النقدي بسبب موسم العطلات في الولايات المتحدة. وانخفضت عوائد السندات الأسترالية لأجل 10 سنوات بما يصل إلى 7 نقاط أساس بعد الافتتاح مباشرة، ثم عادت وارتفعت بنفس القدر مجدداً.
وكتب بوب سافاج، رئيس استراتيجية الأسواق في شركة "بي إن واي ميلون كابيتال ماركتس" (BNY Mellon Capital Markets) في مذكرة: "ما تزال المراهنات على الدولار قوية، مع استمرار الارتباك بشأن النمو والتضخم. من المرجح تصعيد الصراع ثم ظهور حل للأزمة في الداخل والخارج، وعلى مستوى الأسواق والاقتصاد، وفي السياسة النقدية والمالية في آن واحد".