أعادت شركة "بيركشاير هاثاواي"، التي يملكها الملياردير وارن بافيت بإعادة شراء أسهمها (أسهم خزينة) بقيمة 24.7 مليار دولار في عام 2020، وقالت إنها بصدد شراء مزيد من أسهمها في المستقبل، إذ كافحت الشركة القابضة العملاقة لإيجاد سبل أخرى لاستغلال السيولة الهائلة المتراكمة لديها.
وقال بافيت يوم السبت في رسالته السنوية إلى المستثمرين، إن شراء الشركة أسهماً مصدرة بقيمة 9 مليارات دولار في الربع الأخير من 2020 يماثل الرقم القياسي المسجل في الفصل السابق له.
رسائل بافيت
وأضاف بافيت البالغ من العمر 90 عاماً في الرسالة: "أعادت بيركشاير شراء مزيد من الأسهم منذ نهاية العام الماضي، ومن المرجح أن تقلّل عدد أسهمها المطروحة للمساهمين في المستقبل. أدّى هذا الإجراء إلى زيادة الملكية في جميع أعمال (بيركشاير) بنسبة 5.2% دون تحمل أي أعباء مالية".
وخصّصت رسالة بافيت، التي تُتابَع مِن كَثَب لكونها صادرة عن أحد أشهر المستثمرين في العالم، أجزاءً كبيرة لتأثير عمليات إعادة الشراء للأسهم المصدرة، في واحدة من أكبر تحركات "بيركشاير" لاستغلال السيولة الفائضة في 2020، لأنها "لم تنفّذ أي عمليات استحواذ كبيرة".
كما تطرق بافيت إلى استراتيجية الشركة العملاقة، وأثنى على الأنشطة التجارية مثل عمليات التأمين والسكك الحديدية في "بيركشاير".
وتَجنَّب بافيت التطرُّق إلى بعض أكثر القضايا إثارة للجدل اليوم، بما في ذلك المسائل السياسية ووباء كورونا والمساواة العرقية. لكن بافيت ظلّ متمسكاً بتفاؤله تجاه أمريكا، قائلاً إن التقدم في تحقيق "اتحاد أكثر كمالاً" متفاوت، ولكنه لا يزال يمضي قدماً.
وأضاف: "استنتاجنا الثابت: لا تراهن أبداً ضد أمريكا".
وتحقّق "بيركشاير هاثاواي" تقدماً ضئيلاً في تقليص السيولة النقدية المتراكمة لديها التي انخفضت بنسبة 5% في الربع الرابع من 2020 إلى 138.3 مليار دولار.
وكافح بافيت لمواكبة التدفق في السنوات الأخيرة، إذ تتخلص "بيركشاير" من السيولة أسرع مما يمكنه العثور على أصول ذات عائد أعلى لاقتناصها.
وقال بافيت إن شركة "آبل" واحد من أهم ثلاثة أصول تستثمر فيها "بيركشاير" بقيمة 120 مليار دولار. وقالت شركة التكنولوجيا إنها تعتزم إعادة شراء أسهمها أيضاً.
وأضاف بافيت أن "حسابات إعادة الشراء تمضي ببطء، لكن يمكن أن تكون قوية بمرور الوقت. توفّر هذه العملية طريقة بسيطة للمستثمرين لامتلاك جزء دائم التوسع من الشركات الاستثنائية".
أخطاء استثمارية
وبشكل منفصل، أقرّ بافيت بأن عملية شطب الـ11 مليار دولار التي نفّذتها "بيركشاير" في 2020 كانت بالكامل تقريباً بسبب ما اعترف بأنه "خطأ" في عام 2016، عندما دفع كثيراً مقابل الاستحواذ على شركة "بريسيجن كاستبارتس" (Precision Castparts).
وقال بافيت إن "بريسيجن" شركة رائعة، لكنه اعترف بأنه ارتكب خطأً كبيراً.
وأضاف بافيت في الرسالة: "كنت مخطئاً مع ذلك في الحكم على متوسط قيمة الأرباح المستقبلية، وبالتالي كنت مخطئاً في حسابي للسعر المناسب مقابل شراء الشركة".
محفظة الأوراق المالية
وتؤثر التقلبات في محفظة الأوراق المالية لدى "بيركشاير" الهائلة البالغة 281.2 مليار دولار على صافي دخل الشركة بسبب التقنية المحاسبية. وقد أدّى ذلك إلى ارتفاع النسبة 23% إلى 35.8 مليار دولار في الربع الأخير من 2020.
وارتفعت أسهم بيركشاير من الفئة "أ" نحو 2.4% في 2020، أقلّ من زيادة بنسبة 16% في "ستاندرد آند بوروز 500".
وتَطرَّق الملياردير لفترة وجيزة فقط إلى أبرز المسائل التي تلوح في الأفق حول مستقبل "بيركشاير"، المتعلقة بالفترة التي سيظلّ خلالها في منصبه بالشركة.
وأشار بافيت مرة أخرى إلى الرئيسة التنفيذية المفضلة، السيدة بلومكين، التي أسست "نبراسكا فيرنتشر مارت" (Nebraska Furniture Mart).
وكتب بافيت أن بلومكين عملت حتى بلغت 103 أعوام، مضيفاً: "سنّ تقاعد سابق لأوانه يبعث على السخرية، كما قلت أنا وتشارلي"، في إشارة إلى تشارلي مونجر، 97 عاماً، نائب رئيس شركة "بيركشاير".