صعدت الأسهم الآسيوية قبيل صدور تقرير بيانات الأجور الأميركية الشهري، الذي من المتوقع أن يظهر تباطؤ معدلات التوظيف خلال الشهر الماضي، مما قد يخفف الضغط المُلقى على عاتق بنك الاحتياطي الفيدرالي لرفع أسعار الفائدة مرة أخرى.
قفزت كل مؤشرات الأسهم في أستراليا واليابان وكوريا الجنوبية وهونغ كونغ. كما يتجه مؤشر الأسهم على مستوى المنطقة إلى الصعود لليوم الثاني على التوالي، مما سيمنحه أولى المكاسب الأسبوعية المتتالية على مدار 3 أسابيع. لكن على الرغم من الصعود الذي حققه مؤشر هانغ سنغ بنحو 2.3%؛ فإن هذا لم ينجح في إبعاده عن شبح تسجيل خسائر للأسبوع الخامس على التوالي.
بحسب استطلاع أجرته "بلومبرغ"؛ من المتوقع أن يُظهر تقرير أجور الوظائف غير الزراعية في الولايات المتحدة أن أصحاب العمل وظفوا 170 ألف عامل الشهر الماضي، بانخفاض عن 187 ألف في أغسطس. لكن بيانات معدلات التوظيف التي نُشرت في وقت سابق من هذا الأسبوع أظهرت اتجاهات مختلفة، حيث تجاوزت فرص العمل التقديرات، فيما جاء مؤشر التوظيف في القطاع الخاص الصادر عن مؤسسة "أتوماتيك داتا بروسيسينغ" (ADP) دون التقديرات.
توقعات أسعار الفائدة الأميركية
قالت ثو ها تشاو، رئيسة الدخل الثابت لآسيا بشركة "روبيكو" (Robeco) في سنغافورة، لتلفزيون "بلومبرغ": "قد يكون هناك عدد قليل من الزيادات الجديدة على أسعار الفائدة، لكننا نقترب من نهاية دورة التشديد النقدي بالتأكيد". وأضافت: "أفلتنا هذا العام دون حدوث صدع كبير للغاية في الاقتصاد الأميركي، وأعتقد أن ذلك يجب أن يمنح البنوك المركزية الأخرى بعض الثقة" في احتواء التضخم الذي فاق المعدلات المستهدفة.
شهدت العقود المستقبلية للأسهم الأميركية تغيراً طفيفاً بعد تراجع مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" بنسبة 0.1% يوم الخميس، في حين انخفض مؤشر "ناسداك 100" المُثقل بأسهم التكنولوجيا بنسبة 0.4%، على الرغم من أنهما حلقا بعيداً عن أدنى مستوياته. وما تزال أسواق البر الرئيسي للصين مغلقة بسبب العطلة الرسمية التي تقضيها البلاد لمدة أسبوع.
ارتفعت أسهم مجموعتي "بي إتش بي غروب ليمتد" (BHP Group Limited) و"فورتسكيو ميلتزلز" (Fortescue Metals) إثر الأنباء التي انتشرت حول إجراء وكالة صينية لشراء خام الحديد محادثات مع شركات تعدين عالمية.
"موجة أخرى"
في سياق متصل، شهدت سندات الخزانة تغيراً طفيفاً في الأسواق الآسيوية، حيث ظل العائد على السندات لأجل 10 سنوات عند 4.72%، بانخفاض عن أعلى مستوياته البالغ 4.88%، الذي وصل له يوم الأربعاء.
قال كينيث برو، الخبير الاستراتيجي ببنك "سوسيته جنرال" في لندن: "ستتحكم بيانات الأجور يوم الجمعة، ومؤشر التضخم المتوقع صدوره الأسبوع المقبل، فيما إذا كان عائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات سيرتفع إلى 5% أو ينحدر إلى 4.5%". وأضاف أن ارتفاع بيانات الأجور عن التوقعات قد يؤدي إلى "موجة أخرى من شراء الدولار الأميركي وبيع السندات".
على صعيد آخر؛ شهدت العملات الرئيسية تحركات محدودة. وتراجع الين الياباني على الرغم من تصريحات كازو موما، المسؤول السابق في بنك اليابان الذي يعمل حالياً خبيراً اقتصادياً ومديراً تنفيذياً في شركة "ميزوهو ريسيرش أند تكنولوجيز" (Mizuho Research & Technologies)، التي رجح فيها مناقشة البنك المركزي لتعديل توجهاته المستقبلية وتقييد منحنى العائد في اجتماعه المقرر هذا الشهر.