ارتفعت أسهم شركة "تشاينا إيفرغراند غروب" مع عودتها للتداول بعد توقفها لفترة، بفضل ما يبدو أنه رهانات على سعر السهم الرخيص، رغم بقاء مصير شركة التطوير العقاري على المحك وسط تحقيق رسمي في أنشطة الملياردير الذي أسسها.
قفزت أسهم الشركة العقارية بنسبة تصل إلى 42% في التعاملات المبكرة اليوم قبل انحسار مكاسبها بطريقة كبيرة. صعدت وحدة "إيفرغراند بروبرتي سيرفيسز غروب " حوالي 14% بوقت سابق لكنها خسرت منذ ذلك الحين ما يفوق 8%.
طلبت "إيفرغراند" استئناف عمليات التداول من بورصة هونغ كونغ أمس، قائلة إنه ليس هناك معلومات أخرى مهمة ينبغي كشفها. كما عُلقت عمليات تداول أسهم الشركة ووحدة الخدمات العقارية التابعة لها الخميس الماضي، بعد يوم من كشف أشخاص على دراية بالموضوع عن توقيف الشرطة لمؤسس الشركة.
تحقيقات الشرطة
يحذر محللون من الإفراط في تقدير أهمية الصعود غير المتوقع للأسهم، مشيرين إلى استمرار تأثر ثقة المستثمرين سلباً في ظل التحقيق الجاري في جرائم منسوب لمؤسس الشركة هوي كا يان ارتكابها، وتجدد شكوك حول عملية إعادة هيكلة ديون الشركة. وتنتظر شركة التطوير العقاري، التي تقع في قلب عاصفة أزمة قطاع العقارات في الصين، عقد جلسة استماع بمحكمة في هونغ كونغ بتاريخ 30 أكتوبر الجاري لمناقشة التماس تصفية أصول الشركة لسداد ديونها.
أوضح ويلر تشين، كبير محللي وحدة البحوث في " فورسيث بار آسيا " (Forsyth Barr Asia) : "يبدو أن الارتفاعات جاءت بفضل أموال المضاربة، ومع هذه التقلبات، لا أدري فعلاً ما إذا كانت توجد أي فرصة لأي مستثمر محنك لكسب الأموال من وراء هذه الشركة".
دخلت أزمة "إيفرغراند" مرحلة جديدة بعدما أخطرت السلطات الصينية الشركة الأسبوع المنصرم أن رئيس مجلس الإدارة هوي كا يان يخضع لـ "تدابير ملزمة" متعلقة بـ"الاشتباه في ارتكابه جرائم مخالفة للقانون". ولم توضح الشركة التي يقع مقرها في شنتشن ما طبيعة التدابير أو الجرائم المشتبه في تورطه في ارتكابها.
أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" أمس، نقلاً عن أشخاص مجهولي الهوية على دراية بالموضوع، أن السلطات في الصين تحقق فيما إذا كان هوي حاول تحويل الأصول إلى خارج البلاد بينما كانت الشركة تواجه صعوبات في الانتهاء من مشروعات غير مكتملة.
الديون
تفاقمت مشكلات ديون شركة التطوير العقاري الشهر الماضي بعدما ألغت اجتماعات دائنين مهمة، وقالت إنه ينبغي لها إعادة النظر في خطة إعادة هيكلة الديون الخارجية. وما زالت سنداتها المقومة بالدولار عند مستويات متعثرة بشدة. فيما أخفقت وحدتها الرئيسية في البر الرئيسي مؤخراً في سداد سندات محلية، وأوضحت "إيفرغراند" أنه لا يمكنها تلبية المتطلبات التنظيمية لإصدار سندات جديدة.
من جانبها، نوهت كريستي هونغ، محللة "بلومبرغ إنتليجنس" إلى أن استئناف تداول "إيفرغراند" "سيفشل غالباً في تخفيف حدة مخاوف تتعلق بالمخاطر التنظيمية لشركة التطوير العقاري وينذر حظر الجهات التنظيمية لإصدار إيفرغراند لسندات جديدة بإفشال عملية إعادة هيكلة الديون الخارجية، ما يفاقم مخاطر حدوث تصفية لأصولها لسداد الديون ويثير مخاوف إزاء قدرتها على مواصلة العمل".