هبطت أسعار سندات الخزانة الأميركية بوتيرة أعنف يوم الإثنين فيما عانت الأسهم وسط محاولة المستثمرين استيعاب رسائل مفادها أن الاحتياطي الفيدرالي يحتاج إلى الحفاظ على تكاليف الاقتراض مرتفعة حتى يسيطر على معدل التضخم.
وارتفعت عوائد سندات الخزانة ذات الآجال من 5 سنوات إلى 30 عاماً بواقع 10 نقاط أساس في يوم واحد. وسجل العائد على سندات الخزانة المعيارية لأجل 10 سنوات أعلى مستوى له منذ عام 2007 بعد أن وصل إلى 4.7%، فيما تجاوز العائد على سندات لأجل 30 عاماً مستوى 4.81%، وهو أعلى معدل منذ عام 2010.
وقال نائب الرئيس لشؤون الرقابة في الاحتياطي الفيدرالي مايكل بار إن أهم سؤال مطروح على مسؤولي البنك المركزي هو إلى متى تترك أسعار الفائدة عند مستوى مرتفع. أما ميشيل باومان، وهي من صقور اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، فقد كررت دعوتها إلى رفع الفائدة عدة مرات. وفي يوم الجمعة، اقترح رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز أن تستمر أسعار الفائدة مرتفعة لفترة.
اقرأ أيضا: الإنفاق الاستهلاكي الأساسي الأميركي يسجل أقل ارتفاع منذ 2020
أنهى مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" جلسة التداول دون تغيير يذكر بعد أن استرد خسائره في الدقائق الأخيرة منها. وشهدت أسهم قطاع الطاقة والمؤسسات المالية موجة بيع كثيفة، أفقدتها مكاسبها منذ بداية العام على مؤشر "إس آند بي بورصة تورونتو المجمع" (S&P/Toronto Stock Exchange Composite Index). واختتم مؤشر "ناسداك 100" تعاملات اليوم مرتفعا 0.8%، مدعوماً بأكبر شركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة، ومن بينها "مايكروسوفت" و"أبل" و"إنفيديا".
إغلاق الحكومة
اختبرت حالة الارتياح الأولى بالنسبة للأسهم بعد اتفاق عقد في عطلة نهاية الأسبوع ويهدف إلى تجنب إغلاق الحكومة الفيدرالية مع تحول اهتمام السوق بسرعة إلى أسعار الفائدة مرة أخرى.
انخفاض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" في منتصف الجلسة اُعتبر "علامة تشاؤمية" في ضوء حقيقة تدخل الكونغرس وتجنبه مخاطر كان الجميع يترقبها تصل إلى درجة إغلاق الحكومة، وفق تصريحات مايك هاريس، رئيس شركة "كويست بارتنرز" (Quest Partners).
وأضاف هاريس: "إن حقيقة أننا لا نشهد ارتفاعاً أكبر للأسهم أمر له مغزاه، ومرة أخرى هذه الزيادة في أسعار الفائدة في جانب كبير منها أن السوق تستيقظ أخيراً على حقيقة أسعار الفائدة المرتفعة لفترة طويلة".
اكتسبت عمليات بيع السندات العالمية زخماً إذ أن تأجيل الإغلاق الأميركي دفع المستثمرين إلى زيادة الرهان على رفع سعر الفائدة في نوفمبر من قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي. ويتوقع هؤلاء المستثمرون الآن احتمالاً واحداً من كل ثلاثة تقريباً لزيادة الفائدة في نوفمبر، ارتفاعاً من احتمال نسبته 25% راهنوا عليه يوم الجمعة.
وصفت كاثرين مان، وهي واحدة من صناع السياسة النقدية في بنك إنجلترا ، نفسها بأنها من الصقور فيما يتعلق بسياسة أسعار الفائدة، غير أنها حذرت بأن صدمات التضخم ربما ستكون أكثر تواتراً. كان أداء سندات الحكومة البريطانية ضعيفاً في سوق السندات العالمية.
الدولار والنفط
ارتفع الدولار مقابل نظرائه في مجموعة العشرة، بعد أن حقق أفضل ربع له في عام. ومقابل الين، لامس أعلى مستوى له منذ بداية العام، بعد أن قال بنك اليابان إنه سيجري عملية شراء إضافية. تراجعت أسعار الذهب إلى أدنى مستوياتها في سبعة أشهر، لتواصل انخفاضها بنسبة 4% الأسبوع الماضي، تحت ضغط من ارتفاع عوائد السندات.
بعد تحقيق أكبر ارتفاع فصلي للخام منذ مارس 2022، شهدت أسعار النفط تراجعاً مع تدهور خام غرب تكساس الوسيط إلى ما دون 90 دولاراً للبرميل. وحذر محلل في "سيتي غروب" من أن تراجع الطلب من الصين يستعد للحد من المكاسب الناجمة عن تخفيض "أوبك+" للإنتاج.
يشير التاريخ إلى أن الولايات المتحدة بحاجة إلى الاستعداد لركود الاقتصاد، كما حذر الاقتصاديون في بلومبرغ. إضراب كبير في قطاع السيارات، واستئناف سداد القروض الطلابية، والاحتمال الذي لا يزال يلوح في الأفق لإغلاق الحكومة في نهاية المطاف يهدد مكاسب السوق الأخيرة.