تراجعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا مع موازنة المتداولين بين مخاطر تراجع الإمدادات مقابل توقعات الطقس المعتدل في شهر أكتوبر.
انخفضت عقود الغاز تسليم نوفمبر بنحو 3.5% بعد صعودها في بداية ساعات التداول يوم الاثنين. ومن المتوقع أن تكون درجات الحرارة أعلى بكثير من المعدلات الموسمية المعتادة في شمال غرب أوروبا خلال معظم شهر أكتوبر، في حين يستمر ضخ الغاز في مواقع التخزين، التي امتلأت حتى الآن بنسبة تزيد عن 95%.
تدخل أوروبا الربع الرابع بطقس دافئ على غير العادة، وهو ما سيساعد في الحفاظ على مخزون الوقود، لأنه يؤخر الحاجة إلى التدفئة. لكن القارة ما تزال عرضة لانقطاع التيار الكهربائي ومخاطر الإمدادات الأخرى بعد أزمة الطاقة التاريخية خلال العام الماضي.
تراجع تدفقات الغاز
وفقاً لبيانات شركة تشغيل نظام نقل الغاز في إيطاليا، تراجعت تدفقات الغاز من الجزائر إلى البلاد عن المستويات المعتادة منذ الأحد الماضي. وفي هولندا، توقفت عمليات استخراج الغاز من حقل غرونينغن في شمال شرق هولندا في الأول من أكتوبر –حسب الخطة المقررة- بعد التأثير المدمر للزلازل.
رغم أن هذه العوامل وغيرها تؤثر بالسلب على المعروض في السوق حالياً، إلا أنه من المتوقع ارتفاع الطلب على الغاز والكهرباء خلال الربع الرابع مقارنة بالعام الماضي، حسب تقدير المحللين في مؤسسة "ستاندرد آند بورز غلوبال كوميدتي إنسايتس" (S&P Global Commodity Insights)، كما يتوقعون ارتفاع احتياجات الغاز بنسبة 5.9%، بعدما اتسمت بالضعف في معظم الأوقات هذا العام، في ظل ترشيد المصنعين والأسر للاستهلاك.
أسعار الغاز عرضة للتقلبات
قال المحللون في تقرير يوم الجمعة: "تتوقع أوروبا أول ارتفاعات كبيرة على أساس سنوي في الطلب على الغاز والطاقة منذ الأزمة، لكن الأسعار ما تزال حساسة لانقطاع الإمدادات".
ومع استبدال أوروبا للكثير من تدفقات الغاز التي كانت تتلقاها من روسيا عبر خط الأنابيب بشحنات أخرى من الغاز الطبيعي المسال، فإن عدم اليقين يحيط أيضاً بالدعوات لتقييد مثل هذه التدفقات الروسية.
تراجعت العقود المستقبلية الهولندية للشهر الأقرب تسليم نوفمبر بنسبة 2.4% لتصل إلى 40.86 يورو لكل ميغاواط بالساعة في تمام 10:14 صباحاً بتوقيت أمستردام. كما انخفضت العقود المكافئة لها في المملكة المتحدة بعد المكاسب التي اقتنصتها في بداية التداولات اليوم.