تبددت مشاعر التفاؤل في سوق الأسهم الأميركية بعد أن تُرك المستثمرون لمواجهة احتمال إغلاق الحكومة الفيدرالية وارتفاع أسعار الفائدة إلى أعلى مستوى منذ عقود.
وسجلت مؤشرات البورصة الأميركية وسندات الخزانة أسوأ أداء فصلي منذ سبتمبر 2022، فيما حقق الدولار أفضل أداء له مع استيعاب المستثمرين رسالة مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي بأن تعودوا على أسعار الفائدة المرتفعة.
شهدت سوق السندات ارتفاع عوائد سندات الخزانة المعيارية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى منذ 2007 هذا الأسبوع، وارتفعت عوائد السندات لأجل 30 عاماً إلى ذروة تقترب من مستويات 2010. وألمحت تصريحات متشددة من جون ويليامز، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، إلى احتمال الانتهاء من رفع أسعار الفائدة، غير أن البنك المركزي سوف يحتاج للحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة بهدف تخفيض معدل التضخم إلى هدفه الذي يبلغ 2%.
اقرأ أيضا: توقعات بزيادة خسائر "كريدي سويس" الفصلية إلى 2.2 مليار دولار
غير أن تصريحاته لم تفعل شيئاً يذكر لتخفيض عوائد السندات، وفقا لكريشنا غوها، رئيس استراتيجية البنك المركزي في شركة "إيفركور" (Evercore).
وكتب غوها في مذكرة: "تؤكد تعليقات ويليامز عموماً وجهة نظرنا بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي يتسم بالواقعية فيما يتعلق بالقرار المرتبط باللحظة بشأن مدى الاحتياج إلى رفع أسعار الفائدة مرة أخرى -وسينتهي الأمر باستبعاد ذلك- حتى مع تبنيه موقفاً صارماً بشأن توقعات أسعار الفائدة في عام 2024".
إغلاق الحكومة الفيدرالية
احتمال أن يحدث إغلاق حكومي طويل الأمد وتعطيل العمل في الحكومة الفيدرالية يساهم أيضا في إضعاف موجة التفاؤل في الأسواق بشأن أداء أكبر اقتصاد في العالم بعد أن قامت نقابة "عمال السيارات المتحدون" بتوسيع خطط الإضراب إلى مزيد من مصانع شركتي "فورد موتور" و"جنرال موتورز".
"إس آند بي": الإغلاق الحكومي يهدد النمو وليس التصنيف السيادي
وعلى الصعيد العالمي، شهدت السندات أسوأ عمليات بيع شهرية لها منذ فبراير. أسعار الفائدة المرتفعة في جميع الأسواق جعلت الفترة من يوليو إلى سبتمبر هي الأسوأ بالنسبة لمؤشر "إم إس سي آي" (MSCI) لجميع الدول منذ سبتمبر 2022 حيث أدى ارتفاع أسعار النفط إلى تأجيج المخاوف بشأن التضخم والنمو الاقتصادي.
وفي حين أن أسعار الفائدة ربما قد وصلت إلى ذروتها، فإن البنوك المركزية تتعرض لضغوط شديدة للسير على خط رفيع بين السيطرة على ارتفاع الأسعار من ناحية وتجنب الركود من ناحية أخرى.
أطلق بيل أكمان من "بيرشينغ سكوير كابيتال" ملاحظة تحذيرية بشأن سندات الخزانة طويلة الأجل. فقد ارتفع العائد على السندات لأجل 30 عاماً بنحو 82 نقطة أساس منذ نهاية يونيو ولامس حوالي 4.81% يوم الخميس، وهو أعلى مستوى منذ عام 2010. وقال لشبكة CNBC إن المعدل قد يتجاوز 5%.
تباطؤ الاقتصاد العالمي
قالت سوليتا مارسيلي، رئيسة شؤون الاستثمار في الأميركتين في شركة "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت": "بالنظر إلى المستقبل، بغض النظر عما إذا هبط الاقتصاد هبوطاً سلساً أم عنيفاً في النهاية، نعتقد أن النشاط الاقتصادي الأميركي والعالمي سوف يتباطأ خلال العام المقبل". وماتزال مارسيلي متفائلة بشأن السندات التي تستحق خلال خمس إلى عشر سنوات.
وأضافت: "من المفترض أن يؤدي انخفاض التضخم إلى زيادة العائد الحقيقي على أوراق الدخل الثابت، على الرغم من الانتعاش الأخير في أسعار الطاقة". وسجل النفط الخام أكبر مكسب فصلي له منذ مارس 2022.