صعدت الأسهم الآسيوية في آخر يوم تداول من هذا الربع، وذلك وسط تفاؤل الأسواق حول الإنفاق الصيني المحتمل خلال عطلة الأسبوع الذهبي في البلاد، والمحادثات الخاصة بعقد اجتماع مرتقب بين رئيسي الولايات المتحدة والصين، فيما انخفضت سندات الخزانة والدولار.
تصدّرت الأسهم في هونغ كونغ المكاسب، كما صعدت المؤشرات الرئيسية في أستراليا ونيوزيلندا. بينما تم وقف التداول في البر الرئيسي الصيني حتى نهاية الأسبوع المقبل بسبب عطلة رسمية في البلاد.
من جانبها، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" -نقلاً عن أشخاص لم تحدد هوياتهم- أن نائب رئيس الوزراء الصيني، هي ليفينغ، ووزير الخارجية، وانغ يي، يخططان لزيادة الولايات المتحدة للتحضير لقمة محتملة بين الرئيس شي جين بينغ ونظيره الأميركي جو بايدن.
الأسهم الآسيوية تلتقط أنفاسها
قال مارفن تشين، الخبير الاستراتيجي في "بلومبرغ إنتليجنس" في هونغ كونغ": "تبدو الأسواق وكأنها تأخذ استراحة واسعة النطاق في جميع أنحاء المنطقة بعد أسبوع من الانخفاضات"، مضيفاً أن الصعود قد يكون قصير الأجل "لكن هناك محفزات في الأفق لدوام الارتفاع، ومنها بيانات الاستهلاك في عطلة الأسبوع الذهبي، والاجتماع الثالث للجنة المركزية للحزب الشيوعي هذا العام، المقرر عقده نهاية أكتوبر وأوائل نوفمبر".
"بلاك روك" تخفض تصنيف الأسهم الصينية جراء مخاوف النمو
في سياق متصل، ما يزال مؤشر "إم إس سي آي" للأسهم الآسيوية منخفضاً بنسبة 4% تقريباً منذ نهاية يونيو، وهو أكبر انخفاض ربع سنوي منذ سبتمبر 2022. وتراجعت معنويات المستثمرين تجاه الأسهم بسبب احتمال بقاء أسعار الفائدة العالمية مرتفعة لفترة أطول، بينما يؤدي ارتفاع أسعار النفط إلى تفاقم التضخم.
شهدت العقود المستقبلية لمؤشري "ستاندرد أند بورز 500" و"ناسداك 100" تغيراً طفيفاً بعدما صعد المؤشران الأميركيان، يوم الخميس، على خلفية انتعاش أسهم عمالقة التكنولوجيا، بما فيهم "إنفيديا" و"ميتا بلاتفورمز".
الأسهم الأميركية تعاني من "أسوأ شهر"
ما يزال يعتبر سبتمبر أسوأ شهر هذا العام بالنسبة لمؤشرات الأسهم الأميركية، وهو أقلهم ارتفاعاً بالنسبة للسندات العالمية منذ فبراير الماضي، بعدما أبقى بنك الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة عند أعلى مستوياتها منذ 22 عاماً في اجتماعه الأخير.
هل اقتربت موجة تصحيح سوق الأسهم الأميركية من نهايتها؟
صعدت عوائد سندات الخزانة في آسيا -بينما تراجعت من أعلى مستوياتها منذ 16 عاماً في نيويورك- بعدما جاءت بيانات الإنفاق الاستهلاكي دون التوقعات، وانتشرت تعليقات من بنك الاحتياطي الفيدرالي تشير إلى التيسير النقدي. ويقترب عائد السندات الأميركية لأجل 30 عاماً من تحقيق أكبر زيادة ربع سنوية منذ 2009.
على صعيد العملات؛ تراجع الدولار الأميركي مقابل جميع نظرائه في "مجموعة العشر" يوم الجمعة باستثناء عملة واحدة، لكن مؤشر "بلومبرغ" للدولار ما يزال مرتفعاً بنسبة 2.6% منذ بداية هذا الربع.
وفي اليابان، واصل الين خسائره التي استمرت لفترة وجيزة بعدما أعلن البنك المركزي عن عملية شراء سندات غير مجدولة في خطته. وارتفع العائد على سندات البلاد لأجل 30 عاماً إلى أعلى مستوى منذ 2013 وسط تزايد الضغوط على العوائد العالمية.
ارتفاع أسعار النفط
في الوقت نفسه، صعدت أسعار النفط، مع استعداد خام "برنت" لتسجيل أفضل أداء فصلي منذ مارس 2022، بعد تخفيضات الإنتاج التي أقرتها المملكة العربية السعودية وروسيا (قائدتا تحالف "أوبك+").
تشديد السوق يعزز التوقعات بعودة النفط إلى مستوى 100 دولار
بالعودة إلى الولايات المتحدة؛ ساعدت التعليقات التي أدلى بها أحد صناع السياسات في بنك الاحتياطي الفيدرالي، التي تميل إلى التيسير النقدي، جنباً إلى جنب مع بيانات الإنفاق الاستهلاكي المخيبة للتوقعات، على تعزيز الآمال في تراجع وتيرة التشديد النقدي إلى حد ما من جانب الفيدرالي.
وقال توم باركين، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في ريتشموند، إنه حتى لو عانت الولايات المتحدة من الركود، لكنها ستتمكن من تجنب الانكماش العميق. فيما قلل الرئيس جيروم باول من مخاوف المستثمرين بشأن توقعات أسعار الفائدة في خطاب له على هامش إحدى الفعاليات.
