زادت أسعار النفط بعدما طغى تراجع الإمدادات في السوق على تأثير صعود الدولار وعزوف المستثمرين عن المخاطرة على نطاق واسع، والذي جاء بضغط من توقعات رفع أسعار الفائدة.
صعد خام غرب تكساس الوسيط إلى ما يقرب من 91 دولاراً للبرميل بعدما اقتنص ارتفاعاً بنسبة 0.8% يوم الثلاثاء. إضافة إلى ذلك، تقترب العلاوة السعرية على عقود الخام الأميركي القريبة من أعلى مستوياتها منذ أكثر من عام، ما يشير إلى وجود عجز في المعروض. وقد تؤكد البيانات الرسمية الصادرة في وقت لاحق يوم الأربعاء انخفاضاً آخر في مخزونات الخام في موقع تخزين أميركي مهم.
أساسيات صعود النفط "قوية"
قال غاو جيان، المحلل في شركة "كيشينغ فيوتشرس" (Qisheng Futures) ومقرها شاندونغ في الصين: "ما تزال أساسيات صعود النفط قوية، مع عدم وجود محركات هبوطية كبيرة"، مضيفاً أن المتعاملين سيراقبون الرياح المعاكسة في السوق الكلية وتأثير العزوف عن المخاطرة في سوق الأسهم. واستطرد: "ما يزال التداول في وضع التصحيح، مع عدم وجود خطر حتى الآن يؤدي إلى انخفاض سعر النفط الخام".
على الجانب الآخر تستعد العقود المستقبلية لأكبر قفزة ربع سنوية منذ أوائل عام 2022 حيث تتوقع منظمة "أوبك" عجزاً يصل إلى 3 ملايين برميل يومياً اعتباراً من أكتوبر، في ظل تخفيضات الإمدادات من قبل المملكة العربية السعودية وروسيا. ورغم أن الارتفاع عزز توقعات وصول سعر النفط إلى 100 دولار للبرميل مجدداً، إلا أن المكاسب توقفت خلال الأسبوع الماضي.
تراجع إمدادات ومخزونات النفط
حذرت المؤسسات التحليلية، بما فيها "أوراسيا غروب" من أن "أوبك" وحلفاءها قد يحتاجون إلى تمديد قيود الإنتاج العام المقبل لمنع أسعار النفط من الانخفاض.
وفي الولايات المتحدة، أوضح معهد البترول الأميركي الممول من القطاع، يوم الثلاثاء، أن المخزونات في مركز التخزين في كوشينغ بولاية أوكلاهوما، انخفضت مرة أخرى الأسبوع الماضي، رغم ارتفاع المخزونات على مستوى البلاد، وفقاً لشخص مطلع على البيانات. وأشار تقدير منفصل صادر عن شركة "ألفا بي بي إل" (AlphaBBL) أيضاً إلى وجود انخفاض في مخزونات كوشينغ، حيث تراجعت بالفعل إلى أدنى مستوياتها منذ منتصف 2022.
في سياق متصل، ارتفع سعر الدولار الأميركي مما يجعل النفط أكثر تكلفة بالنسبة للعديد من المشترين. وصعد مؤشر الدولار بأكثر من 5% منذ منتصف يوليو الماضي، إلى أعلى مستوياته منذ أوائل ديسمبر.
