توقفت مسيرة صعود النفط نحو 100 دولار للبرميل مؤقتاً، حيث خيم ارتفاع الدولار الأميركي على تأثير تراجع الإمدادات السريع في السوق، مما جعل الخام أكثر تكلفة بالنسبة للعديد من المشترين.
واصل خام غرب تكساس الوسيط تراجعه اليوم، بعد انخفاضه أمس بنسبة 0.4%. وأبرزت الزيادات في فوارق الأسعار المرتبطة بآجال النفط التي تتم مراقبتها عن كثب، والعلاوات الضخمة لبعض شحنات الخام في السوق الفعلية نقص الإمدادات المتزايد في السوق. لكن تأثير هذه العوامل تراجع أمام زيادة قوة الدولار، الذي ارتفع إلى أعلى مستوياته هذا العام، وسط احتمال بقاء أسعار الفائدة في الولايات المتحدة أعلى لفترة أطول.
ومنذ نهاية يونيو الماضي، صعدت أسعار النفط 26% على خلفية قيود الإمدادات التي فرضتها السعودية وروسيا (قائدتا تحالف أوبك+)، كما يتجه لتحقيق أكبر مكسب فصلي له منذ أوائل 2022. وأدى ذلك إلى تجدد توقعات وصول الأسعار إلى 100 دولار للبرميل، لكن هذه المكاسب فقدت زخمها خلال الأسبوع الماضي وسط مخاوف بشأن الأوضاع المحيطة بالسوق.
أسعار النفط بين ارتفاع وانخفاض
قالت فاندانا هاري، مؤسسة شركة "فاندا إنسايتس" (Vanda Insights) الاستشارية: "الارتفاع الكبير في أسعار النفط الذي شهدناه الأسابيع الأخيرة فقد زخمه بعد الأخذ في الاعتبار المؤشرات الصعودية الرئيسية. لكن في الوقت نفسه، لا توجد عوامل قد تؤدي إلى هبوط كبير في الأسعار".
يشير منحنى العقود الآجلة للنفط إلى عجز متزايد في العرض. ويبلغ فارق السعر الفوري المرتبط بآجال عقود خام غرب تكساس الوسيط الآن 1.53 دولار للبرميل في حالة باكورديشن، ما يشكل نمطاً صعودياً، كما أنه أكثر من ضعف المستوى الذي بلغه فارق السعر في 15 سبتمبر الماضي.
قد يساعد حدوث انخفاض أكبر بمخزونات الخام الأميركية أيضاً على دفع أسعار النفط للارتفاع. ومن المقرر إعلان معهد البترول الأميركي الممول من القطاع عن البيانات الجديدة يوم الثلاثاء المقبل، تليها بيانات رسمية من إدارة معلومات الطاقة في اليوم التالي. وقد تنخفض المخزونات في مركز كوشينغ الرئيسي بولاية أوكلاهوما إلى أدنى مستوياتها منذ عقد تقريباً.