تراجعت أسعار النفط بعد الارتفاع السريع الذي حققته، حيث سادت أجواء الحذر في الأسواق على نحو عام قبيل اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، فيما توضح مؤشرات الخام الأساسية حتى الآن أن الأسعار قد تكون ارتفعت أكثر من اللازم وبسرعة كبيرة.
هبطت أسعار عقود خام غرب تكساس الوسيط تسوية نوفمبر إلى نحو 90 دولاراً للبرميل، بعدما أغلقت عند مستوى مشابه تقريباً يوم الثلاثاء. وتجاوز مؤشر القوة النسبية على مدى 14 يوماً علامة 70 نقطة منذ بداية هذا الشهر، مما يشير إلى أن التراجع قد يكون وشيكاً. وينتهي تداول عقد أكتوبر للخام الأميركي في وقت لاحق يوم الأربعاء.
ارتفع سعر النفط الخام خلال هذا الربع، ليصل إلى أعلى مستوياته في 10 أشهر، وذلك بفضل قيود الإمدادات التي فرضتها المملكة العربية السعودية وروسيا، اللاتان تعتبران من أهم الدول الأعضاء في تحالف "أوبك+"، بالإضافة إلى التوقعات الأكثر تفاؤلاً في الولايات المتحدة والصين (أكبر اقتصادين في العالم).
وصول أسعار النفط إلى 100 دولار للبرميل
رغم أن الارتفاع الأخير في أسعار النفط حفز توقعات العودة إلى سعر 100 دولار للبرميل، إلا أن ذلك قد يسبب أزمة لمحافظي المصارف المركزية، بما في ذلك بنك الاحتياطي الفيدرالي الذي سيكشف عن قرار الفائدة الجديد في وقت لاحق من يوم الأربعاء.
ترى شارو تشانانا، المحللة السوقية الاستراتيجية بشركة "ساكسو كابيتال ماركتس" (Saxo Capital Markets) في سنغافورة، أن صعود النفط: "يتوقف مؤقتاً وسط مخاطر قرار سعر الفائدة من اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة. رغم ذلك ما تزال هناك احتمالات لوصول سعر النفط إلى مستوى 100 دولار للبرميل" مشيرة إلى تشديد العرض في أسواق الوقود الفعلية، بما في ذلك الديزل.
زادت العلامات على تشديد الإمدادات في السوق حسبما أظهرته مؤشرات العرض والطلب التي يتم تتبعها على نطاق واسع. وقال معهد البترول الأميركي الممول من القطاع، إن المخزونات على مستوى الولايات المتحدة تقلصت بنحو 5.25 مليون برميل الأسبوع الماضي، بما في ذلك سحب المخزون من مركز كوشينغ، وفقاً لأشخاص مطلعين على البيانات.
كما أظهر تقييم منفصل من شركة "ألفا بي بي إل" (AlphaBBL) أيضاً انخفاضاً في موقع التخزين في أوكلاهوما. وستصدر بيانات المخزونات الرسمية في وقت لاحق يوم الأربعاء.
بالإضافة إلى ذلك، ما تزال فوارق الأسعار بين عقود النفط قوية. وظل الفارق بين أقرب عقدين لخام غرب تكساس الوسيط تسليم ديسمبر أقل بقليل من 10 دولارات للبرميل في حالة باكورديشن صعودية، أي أكثر من ضعف الرقم المسجل قبل شهر.
