تراجعت الأسهم الآسيوية بسبب مخاوف استمرار سياسات التشديد النقدي من جانب البنوك المركزية الكبرى في قرارات أسعار الفائدة المرتقبة هذا الأسبوع، حيث ما يزال التضخم يهدد الاقتصادات. كما تسارع صعود أسعار النفط، مع ملامسة خام برنت مستوى 95 دولاراً للبرميل.
انخفضت الأسهم في البر الرئيسي للصين وسط تكهنات بتعثر التعافي الاقتصادي في البلاد. كما تراجعت الأسهم في اليابان وأستراليا، رغم تقليص الأسهم الأسترالية لخسائرها بعدما أظهر محضر اجتماع البنك المركزي هناك وجود مزيد من العراقيل أمام تشديد السياسة النقدية بصورة أكبر. كما سيتخذ بنك الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة قرار سعر الفائدة يوم الأربعاء، وبنك إنجلترا الخميس، وبنك اليابان الجمعة.
صعود أسهم شركات الطاقة
ارتفعت أسهم شركات الطاقة مع صعود خامي برنت وغرب تكساس الوسيط لليوم الرابع على التوالي وسط تراجع الإمدادات في السوق الفعلية. واخترق خام برنت مستوى 95 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ نوفمبر.
قال ديفيد تشاو، خبير السوق العالمية الاستراتيجي لمنطقة آسيا والمحيط الهادئ باستثناء اليابان في شركة "إنفيسكو" (Invesco): "نراقب جميعاً تحركات البنوك المركزية في الوقت الحالي" ويأخذ المستثمرون وصانعو السياسات في الاعتبار ارتفاع أسعار النفط، والبيانات التي كشفت عن استمرار التضخم في الولايات المتحدة الأسبوع الماضي وأكثر من ذلك.
لماذا لم يكبح الدولار القوي ارتفاعات النفط؟
وأضاف: "أما بالنسبة لبيانات الصين، ورغم تفوقها على التوقعات المتفق عليها في عدة مؤشرات، إلا أن سوق العقارات تواصل الانخفاض. وكل هذه المتغيرات تؤثر على معنويات السوق مع اقتراب صدور قرار اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة".
في سياق متصل، لم تشهد العقود المستقبلية للأسهم في الولايات المتحدة وهونغ كونغ تغيراً يذكر بعد ارتفاع مؤشري "ستاندرد آند بورز 500" و"ناسداك 100" الطفيف يوم الاثنين.
أخبار شركات العقارات الصينية
فشلت الأخبار الإيجابية من جانب شركتي التطوير العقاري الصينيتين "كانتري غاردن هولدينغز" و"سوناك تشاينا هولدينغز" (Sunac China Holdings) في دعم معنويات السوق، حيث وافق حملة سندات شركة "كانتري غاردن" على تأجيل سداد الدفعة الأخيرة من 8 سندات محلية سعت الشركة إلى تمديد فترة سدادها، فيما وافق دائنو "سوناك" على خطة إعادة الهيكلة.
"كانتري غاردن" تحصل على موافقة الدائنين لتمديد أجل سندات باليوان
على الجانب الآخر، خفض معهد "بلاك روك" للاستثمار تصنيفه لأسهم الأسواق الناشئة من زيادة المراكز الشرائية إلى محايد، قائلاً إن قطاع العقارات المتعثر في الصين ما يزال يشكل عائقاً أمام النمو، كما أن حزم التحفيز السياسي لم تعد كبيرة كما كانت في الماضي، حسبما كتب استراتيجيون من بينهم جان بويفين ووي لي في مذكرة بحثية.
وعلى صعيد العملات، ارتفع الدولار الأميركي مقابل معظم نظرائه الرئيسيين، في حين لم يطرأ تغير يذكر على سندات الخزانة. وتراجع اليوان مقابل الدولار.