أغلق خام برنت قرب أعلى مستوى له منذ 10 أشهر، مواصلاً صعوداً يقوده تخفيض معروض النفط من جانب زعيمتي تحالف "أوبك+"، السعودية وروسيا.
زيادة الأسعار التي شهدتها جلسات التداول الأخيرة تصاحبها قفزة في الهوامش الزمنية الرئيسية التي تشير إلى نقص العرض في الأسواق، فيما ترتفع أيضاً تكلفة عقود خيارات الشراء التي تؤشر إلى اتجاه صعودي.
مع ذلك، فإن ارتفاع أسعار النفط ودخولها في منطقة التشبع الشرائي يجعل السوق عرضة لحركة تصحيحية. ففي بداية الجلسة، انخفض سعر الخام بقيمة تجاوزت دولاراً واحداً بعد إعلان الرئيس التنفيذي لشركة "أرامكو" السعودية أمين الناصر تخفيض توقعات الشركة للطلب في المدى الطويل، علاوة على تصريح وزير النفط السعودي الأمير عبد العزيز بن سلمان بأن توقعات استهلاك الصين من النفط "لم تحسم بعد". ورغم هذه التصريحات، فإن وزير النفط ورئيس الشركة أعربا عن ثقتهما في أداء السوق.
اقرأ أيضا: وزير الطاقة السعودي: لا نستهدف أسعار النفط بل تقلبات أقل
وقال دينيس كيسلر، نائب أول الرئيس لشؤون التداول في شركة "بي أو كيه فايننشال سيكيوريتيز" (BOK Financial Securities): "إن موجة الشراء الأخيرة رفعت الأسعار بنسبة عالية وبسرعة بالغة، لذا قد يؤدي أي نوع من الأخبار السلبية إلى عمليات بيع درامية، غير أن العوامل الأساسية إجمالا لا تزال تكشف عن نقص في جانب العرض. وإلى أن يتغير ذلك، ستبدو السوق صامدة ضد عمليات بيع تستمر مدة طويلة".
وضع سوق النفط الفورية
في سوق التعاملات المادية المباشرة، تظهر علامات نقص المعروض باستمرار على منتجات التكرير مثل زيت الديزل، مع تأكيد أن مصافي التكرير في العالم عاجزة عن إنتاج ما يكفي من هذا الوقود، الذي تجاوزت أسعاره أسعار النفط بنسبة كبيرة.
ارتفع النفط بنحو 10% هذا العام بفضل قيود تحالف "أوبك+"، وعزز المضاربون صافي الرهانات الصعودية على خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط إلى أعلى مستوى له في 15 شهراً. ويبدو أن هذه الزيادة ستؤجج الضغوط التضخمية في جميع أنحاء العالم في وقت يحاول فيه قادة البنوك المركزية تحديد موقفهم بشأن الاستمرار في رفع أسعار الفائدة. ولهذا الأسبوع أهمية خاصة بالنسبة للسياسة النقدية، إذ ينتظر أن تصدر قرارات بشأن الفائدة من بنك الاحتياطي الفيدرالي وبنك إنجلترا، من بين بنوك مركزية أخرى.