اقتربت أسعار النفط من أعلى مستوياتها في 10 أشهر، بعد صدور توقعات من عدة جهات مؤثرة في السوق تشير إلى ضيق متزايد في الإمدادات حتى نهاية 2023.
استقر خام غرب تكساس الوسيط فوق عتبة 89 دولاراً للبرميل بعدما قفز يوم الأربعاء إلى أعلى مستوياته خلال اليوم منذ منتصف نوفمبر، على إثر ظهور سلسلة من التقارير الصادرة عن كبار مؤسسات التحليل السوقية.
من جانبها، تتوقع وكالة الطاقة الدولية "تراجعاً هائلاً في الإمدادات" خلال الأشهر المقبلة، فيما تقدر منظمة "أوبك" أن فجوة العرض والطلب المتوقعة قد تصل إلى أعلى مستوياتها منذ أكثر من عقد. كما تتوقع الحكومة الأميركية كذلك تجاوز الاستهلاك العالمي لمعدلات الإنتاج.
تحلق الأسعار حول نطاق 90 دولاراً للبرميل بعد ارتفاعها بنسبة 30% تقريباً منذ أواخر يونيو. ولا يزال الطلب في الولايات المتحدة والصين –أكبر مستهلكين للنفط الخام– كبيراً، بينما تقيد المملكة العربية السعودية وروسيا (قائدتا تحالف أوبك+) الإمدادات.
إمدادات النفط تتراجع
بن كاهيل، وهو زميل أول في مركز الدراسات الدولية الاستراتيجية، صرح لتلفزيون "بلومبرغ": أنه "مع اقتراب الربع الرابع، تبدو الإمدادات أقل في السوق بكثير، كما بدأ تأثير قيود الإنتاج التي فرضها تحالف (أوبك+) في الظهور، ويبدو أننا نتجه نحو عجز كبير جداً في العرض، وهذا يعني أن الأسعار ستتخذ منحنى صعودياً".
كما صعدت أسعار العقود الفورية الشهرية لخام غرب تكساس الوسيط مقارنة بنظيرتها الآجلة على المدى القريب، وهي حالة تعرف باسم "باكورديشن" وترمز عادة إلى توقعات شح المعروض.
حقق النفط الخام مكاسب بالتزامن مع صعود أسواق الأسهم الأوسع نطاقاً، في حين انخفض مؤشر الدولار، ما يجعل السلع المقومة بالعملة الأميركية أكثر جاذبية للعديد من المشترين.
رغم هذا، ظهرت بعض الأخبار التي قد تدفع أسعار النفط للانخفاض، حيث أوضحت بيانات حكومية أميركية أن مخزونات النفط الخام على مستوى الولايات المتحدة أوقفت سلسلة من الانخفاضات، وارتفعت للمرة الأولى في خمسة أسابيع، مع تحقيق أعلى معدل واردات منذ 2019. لكن المخزونات في مركز التخزين الرئيسي في كوشينغ بأوكلاهوما انخفضت.
قال يب جون رونغ، المحلل الاستراتيجي للسوق في مؤسسة "آي جي إيشا" (IG Asia): "قد تحتاج الأسواق إلى مزيد من البيانات التي تشير إلى زيادة مستويات المخزونات الأميركية لتغيير توقعات تراجع الإمدادات. وفي الوقت الحالي، تتجه أوضاع السوق الفنية إلى منطقة التشبع الشرائي على المدى القريب، ما ينذر بتراجع محتمل في الأسعار".
