يتهيأ النقل عبر الشاحنات في الولايات المتحدة للانتعاش، ما يعد إشارة تحذيرية لسوق الديزل الذي يعاني أدنى مستوياته التخزينية في أكثر من عقدين.
ارتفع الطلب على الشحن المحلي، بعدما لامس في أبريل الماضي أدنى مستوياته في 7 شهور، وفقاً لبيانات القطاع.
تعزز مشروعات البناء التي تمولها البرامج التحفيزية التي أقرها الرئيس جو بايدن، استخدام أساطيل الشاحنات التي تعمل بالديزل، بحسب كريغ فولر، الرئيس التنفيذي لشركة "فرايت ويفز" (FreightWaves Inc) المتخصصة في البيانات وتقارير الأسعار.
يشير ذلك إلى توقعات بارتفاع استهلاك الديزل في فترة انخفض فيها مخزون الوقود إلى ثاني أدنى مستوياته الموسمية منذ 2000.
المعرَّضون للخطر هم المزارعون الذين يحتاجون إلى الديزل لحصد محاصيلهم، ومالكو المنازل الذين يعتمدون على وقود التدفئة، لاجتياز فصل الشتاء.
الديزل جزء لا يتجزأ من قطاعي التصنيع والنقل، وتكلفته تعد أساسية في سلاسل الإمداد، وستمثل أزمة السعر ضغوطاً تضخمية أكبر في كل المنتجات، من المواد الغذائية إلى الإلكترونيات.
ارتفاع الاستهلاك المحلي
تتداول عقود الديزل المستقبلية قرب أعلى مستوياتها منذ يناير في بورصة نيويورك، كما أن العلاوة السعرية على الإمدادات قريبة الأجل، مقارنة بالتسليمات اللاحقة من العام الجاري، تثني المضاربين عن تعبئة الوقود في صهاريج التخزين. أما على مستوى بيع التجزئة، فقد ارتفع سعر الديزل 30% عن متوسط خمس سنوات، وفقاً للبيانات الصادرة عن اتحاد "إيه إيه إيه" للسيارات.
توقع بوب كوستيلو، كبير المحللين الاقتصاديين لدى "جمعية النقل بالشاحنات الأميركية" (American Trucking Association)، تحسناً طفيفاً في الطلب على الشحن. في غضون ذلك، رفع محللو الحكومة في "إدارة معلومات الطاقة" الأميركية، يوم الثلاثاء، توقعاتهم لعام 2023 الخاصة باستهلاك أنواع الوقود المُقطر، وهي فئة تشمل الديزل وزيت الوقود، إلى 3.93 ملايين برميل يومياً.
شُح إمدادات الديزل في الولايات المتحدة يفاقم من نقص وشيك في الوقود بجميع أنحاء العالم. فقرار تحالف "أوبك" بتمديد خفض الإنتاج يجبر شركات التكرير على استخدام أنواع وقود مختلفة، وهو تحول يتوقع بنك "جيه بي مورغان" أن يفضي إلى انخفاض إنتاج الوقود بنحو مليون برميل يومياً. فضلاً عن خفض روسيا لصادرات الديزل، والصورة القاتمة للإمدادات العالمية.