الأسهم الأميركية تقلص مكاسب تقرير الوظائف مع ارتفاع عوائد السندات

متعاملون في قاعة تداول "بورصة نيويورك" في نيويورك، الولاات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
متعاملون في قاعة تداول "بورصة نيويورك" في نيويورك، الولاات المتحدة - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تلاشى ارتفاع الأسهم الأميركية المحقق في بداية تعاملات يوم الجمعة مع ارتفاع عوائد السندات بعد أن حد تقرير التصنيع القوي من التفاؤل ببيانات الوظائف التي تشير إلى أن الاحتياطي الفيدرالي يقترب من إنهاء دورة التشديد النقدي.

لم يطرأ تغير يذكر على مؤشر "ستاندرد أند بورز 500" قبل عطلة يوم الإثنين في الولايات المتحدة، بينما حقق أفضل أسبوع له منذ يوليو. وخلال التعاملات انخفضت أسهم شركة تسلا بنسبة 6%، في حين ارتفعت أسهم الطاقة حيث تجاوز سعر النفط الأميركي 85 دولاراً للبرميل. فيما اقتربت عائدات سندات آجال العشر سنوات من 4.2%. مع ارتفاع الدولار نحو أعلى مستوى في ثلاثة أشهر.

وأظهر أحدث تقرير للوظائف في الولايات المتحدة أن سوق العمل تمر بفترات هدوء حذرة، وهو ما يتضح من قوة التوظيف وتباطؤ نمو الأرباح وعودة المزيد من الأشخاص إلى سوق العمل. يمنح الاعتدال في البيانات الاقتصادية، بنك الاحتياطي الفيدرالي مساحة لإيقاف زيادات أسعار الفائدة مؤقتاً هذا الشهر مع إبقاء الخيارات مفتوحة لرفع آخر في وقت لاحق من العام.

نمو غير مستدام

وقال نيل دوتا، رئيس قسم الاقتصاد في "رينيسانس ماكرو ريسيرش": "في حين أن بيانات التوظيف اليوم كانت بمثابة فوز للمتفائلين، أعتقد أنه من غير المسؤول افتراض أن بنك الاحتياطي الفيدرالي خرج من الأزمة.. لا يزال النمو قوياً بشكل غير مستدام.. النمو القوي مع زخم دوري قد يكون الوقت المناسب الذي يرفع فيه بنك الاحتياطي الفيدرالي قدماً واحدة على الأقل عن دواسة الفرامل".

تم تسعير عقود المقايضة باحتمالات أقل من 50% لرفع الاحتياطي الفيدرالي للفائدة مرة أخرى هذا العام، في حين تم تعديل الرهانات على بدء التخفيض إلى مايو بدلاً من يونيو.

قالت رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، لوريتا ميستر، إن التضخم لا يزال مرتفعاً للغاية على الرغم من التحسن الأخير، وأن سوق العمل لا تزال قوية. وقالت: "قرارات السياسة المستقبلية ستدور حول إدارة المخاطر والتكاليف الزمنية للإفراط في تشديد السياسة النقدية مقابل كبح تشديد السياسة النقدية".

حسين مهدي، من "إتش إس بي سي لإدارة الأصول" يقول إن الحجة المؤيدة لتوقف بنك الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر أصبحت الآن "ساحقة". ومع ذلك، سيكون "من الصعب تفادي الركود في العام المقبل" عندما يأتي التأثير المتأخر لدورة التشديد العنيفة التي يتبعها بنك الاحتياطي الفيدرالي. ويحتفظ مهدي بـ"موقف حذر ودفاعي في المحافظ الاستثمارية".

تباين الحجج

من المرجح أن تكون أرقام الوظائف لشهر أغسطس كافية للمعتدلين في بنك الاحتياطي الفيدرالي للتفاوض بنجاح على وقف ارتفاع أسعار الفائدة هذا الشهر، لكنها لن تهدئ الصقور الذين ما زالوا يميلون إلى متابعة المزيد من التشديد، وفقاً لكارل ريكاردونا ويلينا شولياتيفا ووليام مارشال من "بي إن بي باريبا". حيث أشاروا إلى "أننا نتوقع ظروفاً اقتصادية كلية أكثر هدوءاً بحلول اجتماع نوفمبر لتبرير فترة توقف طويلة".

في غضون ذلك، قال ريك ريدر، كبير مسؤولي الاستثمار في شركة "بلاك روك" للدخل الثابت، إن سوق العمل الهادئة تدعم التكهنات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي قد انتهى من رفع أسعار الفائدة، مما يجعل السندات أكثر جاذبية مما كانت عليه منذ أشهر.

وقال ريدر لتلفزيون بلومبرغ يوم الجمعة: "أعتقد أنه يمكنك استخدام هذا كمعيار آخر لحقيقة أننا نشهد تباطؤاً في بناء القوى العاملة"، ويأتي "إلى جانب تباطؤ التضخم". لذا "يجب على بنك الاحتياطي الفيدرالي أن يتريث قبل أي قرار. يتعلق بأسعار الفائدة فالأوضاع الآن تختلف عما كان عليه الحال بالتأكيد خلال الأشهر القليلة الماضية.

تصنيفات

قصص قد تهمك