تشهد الأسواق حالة ترقب قبيل صدور بيانات الوظائف الأميركية الرئيسية في وقت لاحق يوم الجمعة، مع ارتفاع الأسهم والعقود المستقبلية للأسهم الأميركية، واستقرار عوائد سندات الخزانة ومؤشر الدولار.
جاءت شركات الطاقة الكبرى من بين الأسهم الرابحة في مؤشر "ستوكس 600 الأوروبي" مع توجه النفط الخام إلى أكبر صعود أسبوعي منذ أبريل. تفوقت شركات التعدين في الأداء حيث عززت إجراءات التحفيز الأخيرة في الصين أسعار بعض المعادن الصناعية.
انخفضت أسهم شركات صناعة السيارات، مع تراجع أسهم "رينو" و"فولكس واجن"بأكثر من 3% بعد أن أوصى مصرف "يو بي إس" ببيع أسهمهما بسبب المنافسة المتزايدة من آسيا. انخفض سهم "أوروبيس"(Aurubis AG) إلى 18% بعد أن قالت أكبر شركة منتجة للنحاس في أوروبا إنها تواجه خسائر كبيرة بسبب سرقة معادن ضخمة.
قد يقدم تقرير الوظائف يوم الجمعة دليلاً إضافياً على التباطؤ الطفيف في سوق العمل الأميركي التي ما تزال ضيقة حيث تتوافر فرص العمل مع نقص المتقدمين له.
معدل البطالة في الولايات المتحدة يهبط إلى 3.5% في يوليو
السؤال هو ما إذا كان ذلك كافياً لوقف دورة التشديد النقدي التي ينفذها مجلس الاحتياطي الفيدرالي أو حتى يؤدي إلى خفض مبكر لأسعار الفائدة. في الوقت نفسه، أثارت بيانات الأسعار المحدثة والتعليقات المتشائمة الصادرة عن مسؤولي البنك المركزي الأوروبي المخاوف من أن منطقة العملة الموحدة (منطقة اليورو) قد تتجه نحو الركود التضخمي.
قال توماس هيمبل، رئيس أبحاث الاقتصاد الكلي والسوق في "جنرالي"(Generali): "من المرتقب أن يستمر موقف الأسواق الأكثر حذراً بشأن الأصول عالية المخاطر، حيث إن الدعم من النمو الأميركي المرن يقابله بشكل متزايد الحاجة إلى أسعار فائدة مرتفعة لفترة أطول".
أضاف: "ما زلنا نتوقع أن يؤدي المزيد من المتاعب الاقتصادية إلى تآكل هوامش أرباح الشركات، خاصة في منطقة اليورو، في حين تبدو تقييمات الأسهم المرتفعة عرضة للتصحيح".
على صعيد آخر، دفعت الجهود الجديدة التي تبذلها الصين لإنقاذ الاقتصاد المتعثر مؤشر "إم إس سي آي" لآسيا والمحيط الهادئ نحو الأسبوع الثاني على التوالي من المكاسب، وهي أطول سلسلة مكاسب من نوعها منذ منتصف يونيو.
تسمح الحكومة الصينية لأكبر المدن في البلاد بخفض الدفعات الأولى لشراء المنازل بنظام الرهن العقاري وشجعت البنوك على خفض أسعار الفائدة على القروض العقارية الحالية وكذلك على الودائع.
ارتفعت أسهم البر الرئيسي للصين وبدا أن المعادن ستواصل ارتفاعها هذا الأسبوع. أُغلق سوق هونغ كونغ بسبب ما قد يكون أقوى عاصفة تضرب المدينة منذ خمس سنوات على الأقل.
الصين تدعم اليوان بخفض الاحتياطي الإلزامي للنقد الأجنبي
صعد اليوان بعد أن خفض البنك المركزي الصيني نسبة الاحتياطي الإلزامي من النقد الأجنبي للمؤسسات المالية في محاولة لدعم العملة. منذ ذلك الحين قلصت العملة مكاسبها.
تعززت المعنويات بشكل أكبر بفضل الارتفاع غير المتوقع في بيانات التصنيع التي ارتفعت إلى 51 في أغسطس، وهي أعلى قراءة منذ فبراير، حسب مسح "كايشين" (Caixin).
بالعودة إلى آسيا، سجل مؤشر "توبكس" الياباني شهره الثامن على التوالي من الصعود في أغسطس -وهي أطول سلسلة مكاسب منذ عام 2013- وأصبح المقياس الآن جاهزاً لأفضل ارتفاع أسبوعي منذ أكتوبر. أظهرت بيانات في وقت سابق ارتفاع أرباح الشركات 11.6% على أساس سنوي في الربع الثاني.
جيروم باول: مسار التشديد النقدي مستمر ولكن بحذر
بالنسبة للسلع الأساسية، من المتوقع أن يحقق النفط مكاسب أسبوعية بعد أن أشارت روسيا إلى أنها ستمدد قيود التصدير وانخفض المخزون في الولايات المتحدة بشكل أكبر. يتجه الذهب ليسجل ارتفاعاً للأسبوع الثاني.