ارتفعت الأسهم الأوروبية بدعم من الأرباح القياسية التي حققتها مجموعة "يو بي إس" (UBS) السويسرية والتوقعات بأن دورة تشديد أسعار الفائدة التي تطبقها البنوك المركزية قد تقترب من نهايتها.
ساعد ارتفاع أسهم "يو بي إس" بأكثر من 7% المؤشر "ستوكس 600" (Stoxx 600) على تقليص تراجعه الشهري. حقق البنك أكبر ربح فصلي على الإطلاق لبنك نتيجة استحواذه الطارئ على مصرف "كريدي سويس". لم تشهد العقود المستقبلية للمؤشر "ستاندرد أند بورز 500" (S&P 500) تغيراً يذكر، في حين تراجعت عقود المؤشر "ناسداك" (Nasdaq) بعد أن حقق المؤشر الأساسي أربعة أيام متتالية من المكاسب.
تختتم الأسواق الشهر وبيانات نمو الأسعار وضعف الاقتصاد الصيني في مركز الصدارة.
التضخم يتوقف عن التباطؤ
قلّصت الأسهم الأوروبية تقدمها بعد أن توقف التضخم في منطقة اليورو عن التباطؤ في أغسطس، مما وضع مسؤولي البنك المركزي الأوروبي في مأزق وهم يدرسون إمكانية تشديد السياسة النقدية على خلفية علامات ضعف النمو. وفي الوقت نفسه، كان عائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات بالقرب من أدنى مستوى في ثلاثة أسابيع بعد أن دعمت الأرقام الاقتصادية الأضعف من المتوقع أمس الأربعاء توقعات بأن يعمد مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى التراجع عن رفع أسعار الفائدة.
,قال هيو جيمبر، محلل السوق العالمية لدى "جيه بي مورغان أسيت مانجمنت"، عبر الهاتف: "المحفز الكبير للسوق والذي نبحث عنه في سبتمبر هو اجتماع الاحتياطي الفيدرالي. ستكون بيانات الرواتب غداً ذات صلة كبيرة بهذا الاجتماع. ومن دون تباطؤ في الأجور، فإن الهبوط السلس مستحيل".
في غضون ذلك، ارتفعت أعداد العاطلين عن العمل في الولايات المتحدة بشكل طفيف إلى 235 ألفاً وفق خبراء اقتصاديين استطلعت بلومبرغ آراءهم قبل بيانات طلبات إعانة البطالة لأول مرة المقرر صدورها اليوم الخميس. ومن المتوقع أن تبلغ الوظائف غير الزراعية غداً الجمعة 170 ألفاً في أغسطس انخفاضاً من 187 ألفاً في يوليو، في حين من المتوقع أن يتباطأ نمو الأجور للعاملين بالساعة قليلاً.
تراجع الأسهم الصينية
انخفضت مؤشرات الأسهم في الصين وهونغ كونغ بعد انكماش نشاط التصنيع في العملاق الآسيوي مجدداً، وإن كان أقل من المتوقع، في حين أظهر مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات تباطؤ النمو. حقق اليوان في التعاملات الخارجية والدولار الأسترالي مكاسب في وقت سابق مقابل الدولار الأميركي.
وكانت أحدث علامات الضعف في الصين مصحوبة بعلامات أخرى على الدعم الرسمي. فقد اجتمع بنك الشعب الصيني مع البنوك والشركات الخاصة لمناقشة تعزيز فرص حصولهم على التمويل. إلى ذلك، خفضت اثنتان من أكبر المدن الصينية متطلبات الرهن العقاري لبعض مشتري المنازل في أعقاب توجيهات الحكومة المركزية، مما أدى إلى زيادة التوقعات بأن المزيد من المدن ستستير على نهجهما بغية وقف التباطؤ القياسي في قطاع الإسكان.
وقال روب سوبارامان، كبير الاقتصاديين ورئيس أبحاث الأسواق العالمية في "نومورا سنغابور ليمتد" لـ"تلفزيون بلومبرغ": "المشكلات التي تواجهها الصين الآن هي مشكلات هيكلية عميقة الجذور. "ليس من الواضح بالنسبة لنا أن هذه التدابير السياسية المجزَّأة كافية بالفعل لإنعاش الاقتصاد. سنظل على حذرنا".
صوة قاتمة لأسهم أميركا
في الولايات المتحدة، يتجه المؤشر "ستاندرد أند بورز 500" ليسجل أسوأ شهر منذ فبراير، في حين يتجه المؤشر "ناسداك 100" صوب أكبر تراجع هذا العام. وتشهد الأسهم الآسيوية والعالمية أيضاً أكبر خسائر شهرية منذ فبراير.
وفي أسواق أخرى، ارتفع خام برنت لليوم الثالث وقفز الذهب بعد سلسلة من المكاسب هذا الأسبوع. ولم تتغير عملة "بتكوين" كثيراً فوق حاجز 27000 دولار.