خلص تحقيق جديد إلى أن هناك اثنين من حملة أسهم "أداني غروب" ربما يحوطهما الجدل والتكهنات، مما يوجه ضربة جديدة للمجموعة الهندية بعدما زعمت شركة "هيندنبرغ ريسيرش" للأبحاث المالية أن المجموعة متورطة في عمليات احتيال، والتلاعب بأسعار الأسهم.
زعمت "أورغانايزد كرايم آند كورابشن ريبورتينغ" ( Organized Crime and Corruption Reporting Project)، وهي شبكة عالمية من الصحفيين الاستقصائيين، يوم الخميس، في تقرير طال انتظاره أن وثائق حصل عليها أعضاء في الشبكة تُظهر أن ناصر علي شعبان أهلي من الإمارات، وتشانغ تشونغ لينغ من تايوان، تداولا أسهماً بمئات الملايين من الدولارات في "أداني" على مدى سنوات.
صناديق استثمار غير معروفة
قالت الشبكة على موقعها الإلكتروني إن الرجلين لديهما علاقات عمل طويلة الأمد مع عائلة أداني، وعملا كمديرين فيها، كما كانا مساهمين في شركات "أداني غروب"، إلى جانب شركات مرتبطة بفينود أداني، شقيق مؤسس المجموعة، الملياردير غوتام أداني.
أضافت الشبكة أن أشخاصاً لديهم معرفة مباشرة بأعمال "أداني غروب" وسجلاتها العامة من دول متعددة أيّدوا ما جاء في الوثائق التي تظهر كيف استُثمرت مئات الملايين من الدولارات في إحدى شركات "أداني" المدرجة في البورصة من خلال صناديق استثمار غامضة، مقرها في موريشيوس.
وجد مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد أن "الوثائق تظهر أنهما اشتريا وباعا عن طريق صناديق (موريشيوس) أسهم أداني على مدى سنوات من خلال هياكل خارجية سترت تعاملاتهما-وحققا أرباحاً هائلةً في هذه العملية". كما خلص المشروع إلى أن الوثائق "تظهر أيضاً أن شركة الإدارة المسؤولة عن استثماراتهما دفعت لشركة مملوكة لفينود أداني من أجل تقديم المشورة لهما بشأن استثماراتهما".
ولم يصدر بعد أي تعليق عن ممثل "أداني غروب" صباح الخميس.
كما نشرت صحيفتا "فايننشال تايمز" و"غارديان" تقريراً عن الوثائق، التي زودتهما بها "أورغانايزد كرايم آند كورابشن ريبورتينغ" في وقت سابق.
وقال نيتين تشاندوكا، الخبير الاستراتيجي في "بلومبرغ إنتليجنس": "من المرجح أن تتماسك أسهم (أداني غروب) لحين اتضاح الرؤية أكثر بشأن هيكل الملكية".
الانتقادات تحاصر "أداني غروب"
يحمل تحقيق "أورغانايزد كرايم آند كورابشن ريبورتينغ" في طياته انتقاداً واتهاماً للمجموعة العملاقة التي تعمل في مجالات تتراوح من الموانئ إلى الطاقة، التي تكافح مزاعم ارتكابها مخالفات واسعة النطاق كشفت عنها "هيندنبرغ" في يناير. دفع تقرير شركة الأبحاث المالية الهيئات التنظيمية الهندية إلى فتح تحقيق مع المجموعة، ومحا أكثر من 150 مليار دولار من القيمة السوقية لشركات "أداني" المدرجة في غمضة عين. وتنفي المجموعة ارتكاب أي مخالفات.
استعادت أسهم "أداني غروب" نحو 43 مليار دولار من قيمتها، مع تقليص مؤسسيها الديون عبر سداد جانب منها، وجمعهم مليارات الدولارات من بيع أسهم لمستثمرين خارجيين؛ مثل: "جي كيو جي بارتنرز" ( GQG Partners )، وجهاز قطر للاستثمار.
قال مجلس الأوراق المالية والبورصات، وهو هيئة مراقبة أسواق رأس المال في الهند، إن تحقيقاً مع "أداني غروب" أظهر انتهاك كيانات مدرجة قواعد الإفصاح والقيود المفروضة على حيازات الصناديق الخارجية، بحسب ما ذكرت "رويترز" يوم الإثنين نقلاً عن مصادر لم تحددها.
وقال سامير كالرا، مؤسس "تارغت إنفستينغ" (Target Investing): "ستزيد هذه الأخبار التقلبات بالنسبة للمستثمرين لحين الكشف عن النتائج النهائية التي توصل إليها مجلس الأوراق المالية والبورصات في تحقيقه مع أداني".
واعتبر هذه الأخبار "دليلاً آخر على تركيز ملكية الأسهم (في يد حفنة من كبار المستثمرين)، مما يمثل عبئاً على المستثمرين الصغار حتى مع ظهور صناديق كبيرة جديدة مثل (جي كيو جي)".
