تكبَّدت الشركات الرائدة الصينية لتصنيع السيارات الكهربائية التي حاولت اللحاق بركب الثروة التي حققها إيلون ماسك، حوالي 10 مليارات دولار في الأسابيع الأخيرة مع التراجع الصادم لسهم "تسلا"، أكبر شركة تصنيع سيارات كهربائية في العالم.
وتراجعت أسهم شركة "إكس بنغ" (Xpeng Inc) المدرَجة في الولايات المتحدة بنسبة 33% عن أعلى مستوياتها الأخيرة، في حين انخفضت أسهم "لي أوتو" (Li Auto) المملوكة لرجل الأعمال الصيني "لي شيانغ" (Li Xiang) بنسبة 27% عن ذروتها التي حقَّقتها في أوائل يناير 2021.
وعلى المنوال نفسه سارت أسهم شركة "نيو إنك" (Nio Inc) التي تراجعت بنسبة 22% من ذروة صعودها.
وفي 2020، تضاعف سعر شركة " إكس بنغ" أكثر من أربع مرَّات منذ طرحها العام الأولي، وتضاعف سعر "لي أوتو" أكثر من ثلاثة أضعاف، مع تدفُّق أموال المضاربين في القطاع، بقيادة ارتفاع "تسلا" بنسبة 743%.
ولا يزال يجري تداول سهمي "إكس بنغ"، و"لي أوتو" بأكثر من ضعف سعرهما إبان طرحهما للاكتتاب العام في 2020.
وصعد سهم "نيو" بأكثر من 1100% في 2020، متفوِّقاً على الصعود المذهل لـِ"تسلا".
تقييمات مرتفعة
وقال روبرت كويل، محلِّل أبحاث الأسهم في مؤسسة "إيتي سيكس ريسيرش"، ومقرُّها شنغهاي: "لقد تمَّ تسعير أسهم شركات السيارات الكهربائية بشكل كبير على مدى إطار زمني طويل، مما يجعلها عرضة بشكل خاص للتغيُّرات في معنويات المستثمرين".
وأضاف: "المنافسة أيضاً ربما تكون جزءاً من تقييم أسعار أسهم الشركات. لا يمكن أن يكون هناك سوى عدد قليل من الأسهم الرائدة في السوق على المدى الطويل".
وتراجعت الثروة المجمَّعة لأباطرة المال الثلاثة الذين أسَّسوا الشركات، وهم: "هي شياوبنغ"، و"لي شيانغ"، و"بن لي" بنحو 10 مليارات دولار من أعلى مستوياتها في يناير 2021، وفقاً لمؤشر بلومبرغ للأثرياء.
وامتد التراجع أيضاً إلى الأسهم المدرجة في هونغ كونغ لمجموعة "تشاينا إيفرغراند نيو إنرجي فيهيكل غروب" ( China Evergrande New Energy Vehicle Group Ltd)، التي تراجعت بنسبة 23% الأسبوع الجاري.
وتراجعت أسهم شركة "بي واي دي" (BYD)، الشركة الصينية المصنِّعة للسيارات الكهربائية التي يدعمها "وارن بافيت"، أحد أبرز أثرياء كوكب الأرض، بنسبة 18% عن أعلى مستوى لها مؤخراً.
بريق مهدد
وتتراجع أسهم شركات سيارات كهربائية، بعدما محت أسهم "تسلا" مكاسبها التي حقَّقتها منذ عام حتى يوم الثلاثاء، وجرى تداولها لفترة وجيزة دون المستوى الذي كانت عليه إبان إدراجها في مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" في ديسمبر 2020.
وفي حين أنَّ عمليات بيع أسهم الشركات المصنِّعة للسيارات الكهربائية كانت مدفوعة جزئياً بتعليقات "ماسك" بأنَّ سعر العملة المشفرة "بتكوين" يبدو "مرتفعاً"، إلا أنَّ هناك عوامل أخرى قد تزيل بريق أسهم تلك الشركات، بما في ذلك التدفُّق المستمر لأخبار تطوير السيارات الكهربائية من جانب الشركات المصنِّعة للسيارات التقليدية، مثل: "جنرال موتورز"، و"فورد موتور"، إذ تستعدان للدخول في السباق.
وكشفت شركة "هيونداي موتور" في وقت سابق من الأسبوع الجاري عن سيارتها الكهربائية "أيونيك 5"، قائلة إنَّها تهدف إلى بيع 70 ألف سيارة في 2021، كما أنَّ العدد سيرتفع إلى 100 ألف في 2022.