أدى توجه الصين للسيطرة على صادراتها من الغاليوم، إلى ارتفاع أسعار المعدن المستخدم في أشباه الموصلات لأعلى مستوى في 10 أشهر، إذ ينتظر الموردون الحصول على الموافقات الرسمية للشحن إلى الخارج.
يحتاج المنتجون الصينيون لهذا المعدن المتخصص، إلى إذن للشحن الخارج بموجب قواعد سارية اعتباراً من أول أغسطس. وفي حين تقدم بعض المصدرين بطلبات للحصول على الموافقة، إلا أنهم توقعوا أن تستغرق العملية عدة أسابيع، وفقاً لأشخاص على دراية بالمسألة رفضوا نشر أسمائهم كون المعلومات ليست متاحة للرأي العام.
هذا الوضع، جعل السوق العالمية أمام أزمة في العرض قد تمتد إلى ما بعد أغسطس، حتى لو حصل المصدرون على الموافقة في نهاية المطاف.
ارتفاع الأسعار
ارتفع سعر الغاليوم بأكثر من 50% منذ أن كشفت الصين النقاب عن فرض قيودها في أوائل يوليو، حسب بيانات "فاست ماركتس"، مما يشير إلى نقص في المعروض.
"يمتلك معظم المستهلكين الرئيسيين في الخارج مخزوناً من المادة، والذي يمكن أن يحافظ على إنتاجهم خلال أزمة العرض قصيرة الأجل"، حسبما قال دان مانيج، مدير المبيعات والاستراتيجيات العالمية في مصفاة التكرير الصينية "ووهان توكاي تكنولوجي" ( Wuhan Tuocai Technology Co).
مع ذلك، فإن أي رفض لطلبات التصدير "من شأنه أن يخلق مزيداً من القلق الحقيقي بشأن العرض، وتتفاعل السوق مع زيادات الأسعار"، على حد قوله.
كشفت الصين عن فرض قيود على الغاليوم ومعدن آخر، الجرمانيوم، الشهر الماضي.
القيود التي يُنظر إليها على أنها جزء من معركة بكين المتبادلة مع الغرب حول التكنولوجيا، أثارت مخاوف المشترين عالمياً، وردود فعل من جانب كبار المسؤولين الأميركيين.
تقوم الصين بتكرير حوالي 94% من الغاليوم في العالم حسب أرقام الاتحاد الأوروبي.
6 إلى 8 أسابيع
أظهرت بيانات "فاست ماركتس" تداول الغاليوم عند 400 دولار للكيلوغرام في 9 أغسطس، وهو أعلى سعر منذ منتصف أكتوبر 2022.
قال مانيج إن صادرات مصفاة تكرير "ووهان توكاي" من الغاليوم والجرمانيوم توقفت، ويتوقع أن تستغرق الموافقة على الشحنات الجديدة من ستة إلى ثمانية أسابيع. أضاف أن التصاريح ستكون صالحة لمدة تصل إلى ستة أشهر.
يُنظر إلى هذه القيود، على أن بكين تستخدم دورها المهيمن في قطاع المعادن لمواجهة الجهود الأميركية والأوروبية لإعاقة صناعة أشباه الموصلات لديها.
تحاول حكومات غربية تقليل اعتمادها على العملاق الآسيوي للحصول على مجموعة كبيرة من المعادن شديدة الأهمية.
يستخدم الغاليوم أيضاً في الرادار البحري لأغراض الدفاع الجوي والصاروخي، كما يستخدمه الجيش ومشاة البحرية في الرادار الأرضي لرصد الصواريخ والمدفعية ومدافع الهاون وصواريخ كروز والطائرات بدون طيار.
صدرت الصين حوالي 80 إلى 90 طناً من معدن الغاليوم، و50 طناً من أكسيد الغاليوم قبل عام من فرض القيود، مقارنة بإنتاج محلي يبلغ حوالي 700 طن من معدن الغاليوم، حسب تقديرات "شنغهاي ميتالز ماركت" (Shanghai Metals Market).