قالت شركة "جونسون آند جونسون" (Johnson & Johnson)، وهي شركة أمريكية مساهمة متعددة الجنسيات، متخصصة في صناعة الأدوية والسلع الاستهلاكية، إنَّها خصصت نحو 4 مليارات دولار لسداد أكبر قيمة تعويض بموجب حكم قضائي صدر ضدها، بسبب مسحوق"بودرة الأطفال" الذي تبين أنَّه يحتوي على مادة الأسبستوس المسرطنة، فضلاً عن تسويات قضائية أخرى، في حين تستأنف خسارة دعوى تعود لعام 2018 أمام المحكمة العليا الأمريكية.
وفي بيان إفصاح لبورصة الأوراق المالية يوم الإثنين، قالت الشركة، إنَّ الاحتياطيات النقدية تتعلَّق بتكبُّد نفقات عن نزاعات قضائية بقيمة 3.9 مليار دولار تتعلَّق بشكل أساسي بمادة "التلك" الموجودة في بودرة الأطفال، وكذلك تسويات قضائية أخرى.
وأضافت الشركة أنَّها تواجه حالياً 25 ألف دعوى قضائية من قبل مستخدمي مسحوق " بودرة الأطفال" السابقين الذين يزعمون أنَّ "التلك" المغطى بالأسبستوس في المنتج تسبَّب في الإصابة بالسرطان.
وتزيد عدد الدعاوى القضائية المرفوعة ضد " جونسون آند جونسون" حالياً بنسبة 39% تقريباً عن عدد القضايا مقارنة بـِ 2020".
و"التلك" هو مادة معدنية، تتكوَّن من سيليكات المغنسيوم المهدرجة، ويستخدم في صورته المفككة بشكل واسع كمسحوق أو بودرة، ويدخل في العديد من الصناعات مثل: صناعة الورق، والبلاستيك، والدهان، والطلاء، والمطاط، والمواد الغذائية، والكابلات الكهربائية، والمواد الصيدلانية، ومواد التجميل. كما يستخدم في بودرة الأطفال، وهو مشابه في بنيته للأسبستوس، وهي المادة التي حظر استخدامها على نطاق واسع بسبب مخاطرها على الصحة، واحتمال تسببها بالسرطان.
سحب بودرة الأطفال من الأسواق
وخصصت الشركة بعض الأموال لدفع تعويضات بموجب الحكم الصادر في ولاية ميسوري لعام 2018 لصالح 20 سيدة ألقت باللوم على مساحيقها في الإصابة بسرطان المبيض.
وجرى خفض قيمة التعويض بموجب الحكم القضائي البالغة 4.7 مليار دولار في وقت لاحق إلى 2.1 مليار دولار، واستأنفت الشركة ضد القيمة الحالية للتعويض.
ورفضت المحكمة العليا في ولاية ميسوري في نوفمبر 2020، الاستماع إلى دفوع شركة "جونسون آند جونسون" بأنَّ الحكم المخفف كان معيباً ومبالغاً فيه. وتطلب الشركة حالياً من المحكمة العليا الأمريكية إلغاء دفع التعويضات بالكامل.
وأدَّى صدور الحكم القضائي الأصلي - الذي تضمَّن واحدة من أكبر التعويضات العقابية في التاريخ القانوني للولايات المتحدة - إلى انخفاض كبير في أسهم شركة "جونسون آند جونسون".
وقال مارك لانيير، المحامي الرئيسي لضحايا مستخدمي مادة "التلك" في قضية "سانت لويس" في بيان أرسله عبر البريد الإلكتروني يوم الإثنين : "أيَّدت محكمة ولاية ميسوري، وهي واحدة من أكثر المحاكم المحافظة في البلاد ، حكماً بأنَّ شركة "جونسون آند جونسون" تسبَّبت في وفاة عدد لا يحصى عن طريق إخفاء الأسبستوس في بودرة الأطفال".
وأضاف: " حالياً تريد "جونسون آند جونسون" الحصول على إبراء الذمة. إنَّها شركة مسؤولة ستدفع قيمة التعويضات المقررة ضدها".
واستندت النساء في قضية "سانت لويس" على وثائق داخلية لـِ " جونسون آند جونسون" تعود إلى حقبة مطلع السبعينيات من القرن الماضي، تشير إلى أنَّ مسؤولين وجدوا آثاراً لمادة الأسبستوس في منتجات مادة "التلك" الخاصة بها، ولم يعلنوا هذه النتائج للرأي العام.
وتؤكِّد الشركة أنَّ مادة " التلك" الخاصة بها تتسم بالأمان، ولم تتعرَّض للتلوث بـِ الأسبستوس، وقامت الشركة بسحب بودرة الأطفال التي تحتوي على "التلك" من الأسواق في الولايات المتحدة وكندا في 2020.