سجلت أسهم التكنولوجيا أفضل أيام تداولها منذ أسبوعين، فساعدت أسهم الولايات المتحدة على الارتفاع في تعاملات ضعيفة بسبب تقييم المستثمرين فرص هبوط الاقتصاد هبوطاً سلساً. وانخفضت أسعار سندات الخزانة.
ارتفع مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 1.2%، إذ إن سهم "إنفيديا" المدعومة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي علاوة على عمالقة التكنولوجيا الأخرى قاد تقدُّم الأسهم يوم الاثنين. وفي يوم الجمعة كان المؤشر، الذي يعطي وزناً نسبياً أعلى لأسهم التكنولوجيا، سجّل أطول سلسلة خسائر أسبوعية له هذا العام، وهبط المؤشر بنسبة 3.5% في أغسطس. أما الأسهم الصغيرة فتعرضت لضغوط الخسائر مع هبوط مؤشر "راسل 2000" حتى لامس أدنى مستوى له في شهر مع تراجع الإقبال على المخاطرة.
عادة يكون شهر أغسطس بطيئاً بسبب انخفاض السيولة، ولا ينبغي أن تؤخذ التحركات في أي من الاتجاهين على محمل الجد، وفقاً لجيسون دراهو، رئيس تخصيص الأصول في الأميركتين في شركة "يو بي إس غلوبال ويلث مانجمنت".
كتب دراهو: "التوقعات الأساسية للاقتصاد الأميركي لم تتغير ماديّاً في الأسبوعين الماضيين. على المستثمرين أن يأخذوا أي نقطة بيانات أو نقطتين وتحركات السوق من أسبوع إلى آخر مع بعض الحذر، بخاصة خلال تباطؤ الصيف".
وتراجعت عوائد سندات الخزانة قبل أن ترتفع، إذ أثرت مبيعات سندات الشركات عالية الجودة في الأسعار. تَقدَّم العائد على سندات الخزانة لأجل عامين التي تتسم بحساسية خاصة للسياسة النقدية لليوم الرابع ليقترب من 5%، في حين جرى تداول السندات لأجل 10 سنوات بعائد بلغ 4.19%، وهو أعلى مستوى منذ نوفمبر.
تحذير البنك المركزي
يراهن المستثمرون على أن أسعار الفائدة ستتجاوز التضخم لسنوات قادمة، فيما يتعين على المستثمرين الذين حصلوا على مكاسب قياسية في النصف الأول التعامل مع تحذير مسؤولي البنك المركزي من أنهم لا يتعجلون خفض أسعار الفائدة.
وكتب جون ستولتزفوس، رئيس استراتيجية الاستثمار في شركة "أوبنهايمر" (Oppenheimer and Co)، في مذكرة بحثية: "بعض ارتدادات السوق الواسعة منذ 31 يوليو يشير لنا إلى أن وقفة تنعش السوق ربما حدثت، بدلاً من نهاية السوق الصاعدة، وما زلنا نرى استناداً إلى تحسُّن الأساسيات الاقتصادية والشركات أن الاقتصاد الأميركي يمكن أن يتجنب الركود في هذه الدورة".
ليزا شاليت، رئيسة شؤون الاستثمار في "مورغان ستانلي ويلث مانجمنت" لإدارة الثروات، لديها وجهة نظر باهتة تقول إن الاقتصاد يعاني بالفعل ركوداً سيضرب قطاع الخدمات بعد ذلك.
"غولدمان" يتوقع خفضاً تدريجياً للفائدة الأميركية منتصف 2024
وكتبت: "لم يُعَدْ بعدُ ضبط الاستهلاك وهوامش الربح وقوة التسعير عند الشركات، إذ إن التأثير المتأخر للسياسة الأكثر تشدداً يجب أن يضغط في النهاية على المكاسب الاسمية".
الصين تثير القلق
أثارت المعلومات الجديدة من الصين قلق الأسواق يوم الاثنين وسط مخاوف بشأن شركة "كانتري غاردن هولدينغز" ومدير الثروات الخاصة، وشركة "جونغشي إنتربرايس غروب". فشركة "كانتري غاردن"، التي كانت ذات يوم أكبر مطور في الصين، برزت كأحدث نقطة اشتعال في أزمة العقارات في البلاد.
لأول مرة.. "كانتري غاردن" الصينية تسعى لتمديد فترة سداد سندات
وقال براد بكتل، الخبير الاستراتيجي في "جيفريز" عن "البنك المركزي الصيني": "كلما زاد عدد الأيام التي تمرّ بلا خطة تحفيز مالي شاملة، أصبح من الواضح أنه لن تكون أيُّ خطة".
سيتجه التركيز في وقت لاحق من هذا الأسبوع إلى محضر اجتماع السياسة الأخير لمجلس الاحتياطي الفيدرالي، إذ يبحث المستثمرون عن أدلة على الخطوة التالية للبنك المركزي. وعلى المستثمرين الذين يراهنون على التحول إلى سياسة تيسيرية هذا العام تعديل رهاناتهم، إذ يشير المسؤولون إلى أنهم سيُبقُون أسعار الفائدة أعلى لفترة أطول.
وفي الأسواق الناشئة تراجعت ديون الأرجنتين المتعثرة بالفعل بعد أن فاز الشعبوي الذي تعهد بإحراق البنك المركزي، بدعم قوي مفاجئ في تصويت تمهيدي.
وارتفع الدولار فيما انخفض اليوان في الخارج إلى أضعف مستوياته منذ نوفمبر وتراجع الروبل إلى مستوى 100 مقابل الدولار للمرة الأولى منذ مارس. وفي السلع، تراجع الذهب والنفط الخام.