قلصت الأسهم الأميركية خسائرها بعد أن ظهر من يشترون الأسهم عند القاع، وذلك بعد هبوطها بسبب قلق المستثمرين بشأن أداء النظام المالي والنشاط الاقتصادي. وارتفعت أسعار السندات.
تراجع أسعار الأسهم انحسر في التعاملات المسائية في نيويورك، مع إغلاق مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" منخفضاً بنسبة 0.4%.
أوقف سهم "أبل" أطول سلسلة خسائر له في هذا العام. وقادت شركة "إيلي ليلي" مكاسب أسهم الشركات في قطاع الرعاية الصحية بعد تجاوز مبيعاتها من عقار لتخفيض الوزن توقعات المحللين وظهور دراسة جديدة أثارت احتمال أن يكون عقارها ذا فائدة لمرضى القلب. وهبطت أسهم البنوك بعد أن قامت وكالة التصنيف الائتماني "موديز إنفستور سيرفيس" بخفض تصنيف 10 بنوك أميركية صغيرة ومتوسطة وقالت إنها قد تفعل نفس الشيء بالنسبة إلى مجموعة من الشركات الكبرى.
أدى التراجع "المنظم" الأخير في الأسهم الأميركية إلى تقليل مخاطر عمليات البيع الفوضوية وبعض مخاطر المراكز الاستثمارية قصيرة الأجل التي كانت مصدر قلق للمستثمرين، وفقاً لكريس مونتاغو، الخبير الاستراتيجي في مصرف "سيتي غروب".
أضاف مونتاغو أن "هذا يجعل الأسواق في وضعية جيدة لتحقيق مكاسب جديدة أو التغلب على الأخبار أو الصدمات السلبية في الأسابيع المقبلة".
أشار بانكيم تشادها من "دويتشه بنك" إلى أنه رغم تمسكه بتوقعاته بإغلاق مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" هذا العام حول مستوى 4500 نقطة -تقريباً حيث هو حالياً- فإنه يتوقع أن يندفع إلى نحو 5000 نقطة إذا تمكن الاحتياطي الفيدرالي من خفض التضخم دون التسبب في ركود.
انخفضت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى حوالي 4%. ونتج عن بيع سندات لأجل ثلاث سنوات بقيمة 42 مليار دولار عائد أقل من المتوقع في إشارة إلى أن الطلب أقوى مما كان متوقعاً. ارتفع الدولار. وانتعش النفط بعد أن قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن بلاده ستنتقم إذا استمرت روسيا في إغلاق موانئها. تراجع النحاس -وهو مؤشر على أداء الاقتصاد العالمي- بسبب أرقام التجارة الصينية المخيبة للآمال.
حديث "الفيدرالي" والاقتصاد
قبل أيام قليلة فقط من صدور تقرير هام حول التضخم، قام المستثمرون أيضاً بدراسة وتدقيق تصريحات مسؤولي البنك المركزي.
قال باتريك هاركر، رئيس بنك فيلادلفيا المركزي، إن الاحتياطي الفيدرالي قد يستطيع وقف رفع أسعار الفائدة، إذا لم تحدث أي مفاجآت في الاقتصاد، على الرغم من أن أسعار الفائدة ستحتاج إلى البقاء عند مستوياتها المرتفعة الحالية لبعض الوقت. وأشار هاركر أيضاً إلى أنه "في وقت ما ربما من العام المقبل، سنبدأ في خفض أسعار الفائدة". وقال نظيره في ريتشموند توماس باركين إنه من السابق لأوانه القول ما إذا كانت زيادة أخرى في سبتمبر ستكون مناسبة.
بالنسبة إلى ديفيد سبيكا من شركة "غايدستون كابيتال مانجمنت" (GuideStone Capital Management)، فإن السياسة التقشفية التي يفرضها بنك الاحتياطي الفيدرالي ستؤدي إلى ضعف اقتصادي وتصحيح في أسعار الأسهم. وأشار إلى أن السوق مازالت عند تقييم "غير معقول بالنسبة إلى ما نحن فيه".
قالت ميرا بانديت من "جيه بي مورغان أسيت مانجمنت" لتلفزيون بلومبرغ: نحن "بين ارتفاع التضخم ورفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة، وإضافة إلى ذلك أيضاً في انتظار تدهور الاقتصاد والأرباح، لذلك لا أعرف أن هناك الكثير من المحفزات الصعودية في عالم تكون فيه الأرباح أفضل مما كان يخشى، نحتاج إلى رؤية المزيد من مشهد الأرباح من أجل الحصول على مزيد من الاتجاه الصعودي من الأسهم التي ارتفعت بالفعل بشدة".
وصلت المعنويات مؤخراً إلى أعلى مستوياتها منذ بداية العام -وهي علامة هبوطية قصيرة الأجل أشارت تاريخياً إلى انخفاض معتدل في الأسهم.
اقرأ أيضاً: خذوا خفض "فيتش" لتصنيف أميركا الائتماني على محمل الجد
دفع مؤشر بلومبرغ إنتليجنس لنبض السوق، الذي يعمل كإشارة معاكسة، إلى منطقة الهوس في يوليو بعد ثلاثة أشهر متتالية في نطاق محايد. إنها علامة نادرة حققت عادة عوائد أضعف على الأسهم الأميركية خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، مع أداء الشركات الصغيرة دون أداء نظيراتها الأكبر، وفقاً للبيانات التي جمعتها "بلومبرغ إنتيليجنس".
قال دان وانتروبسكي من شركة "جاني مونتغمري سكوت": "ما زلنا نعتقد أن الأسهم بشكل عام عرضة للتراجع بنسبة 5% -10% من الارتفاعات الأخيرة، بينما نتحرك خلال النصف الثاني من عام 2023. ضغوط البيع ستدفع الرسوم البيانية باستمرار إلى منطقة تشبع بيعي بشكل متكرر، لذا كن في حالة تأهب لتحركات الاتجاه المعاكس القوية المحتملة في الجلسات المقبلة".
