مؤشر "إم إس سي آي" لأسهم الأسواق الناشئة يهوي لأدنى مستوى عند الإغلاق في 4 أسابيع

الانكماش يعم الأسواق الناشئة وسط تسارع بيع الأسهم

إحدى الزبائن تشتري في سوق للخضروات الطازجة بشنغهاي، الصين - المصدر: بلومبرغ
إحدى الزبائن تشتري في سوق للخضروات الطازجة بشنغهاي، الصين - المصدر: بلومبرغ
المصدر:

بلومبرغ

تسارعت وتيرة بيع الأسهم في الأسواق الناشئة يوم الثلاثاء بعد أن أكدت البيانات الصادرة، من الصين إلى المجر، التكلفة التي تتكبّدها الدول مقابل خفض التضخم، والمتمثلة في تباطؤ النمو الاقتصادي بشكل أعمق مما كان متوقعاً.

تدهور مؤشر "إم إس سي آي" لأسهم الأسواق الناشئة عند الإغلاق إلى أدنى مستوى في أربعة أسابيع تقريباً، وسط توقع باختراق مستوى الدعم المتوسط ​​المتحرك لـ50 يوماً. كما تداول المستثمرون نظيره مؤشر العملات عند أضعف مستوى منذ 10 يوليو، حيث يتصدر الراند الجنوب أفريقي قائمة العملات الخاسرة. واتسعت علاوة المخاطر السيادية مع انخفاض عوائد سندات الخزانة الأميركية.

اعتمدت معظم الحالات الصعودية في الأسواق الناشئة هذا العام على انتعاش النمو بقيادة الصين، وقد أظهرت البيانات المتتالية أنه غير مكتمل في أحسن الأحوال، ومتعثر منذ البداية في أسوأها.

أظهرت البيانات الصادرة اليوم الثلاثاء أن الصادرات تراجعت في يوليو بـنسبة 15% تقريباً فيما يعد أسرع انكماش منذ عام، مما يعكس هبوط الطلب العالمي. في الوقت نفسه، انخفضت الواردات بأكثر من ضعف وتيرة توقعات الاقتصاديين، مما يُظهر ضعف الطلب الاستهلاكي المحلي. وتخوض الصين بالفعل معركة لمكافحة الانكماش، حيث سيُكشف عن نطاقه في تقرير يصدر الأربعاء.

الراند ضحية

أرقام التجارة الصينية المقلقة لها آثار تتجاوز اليوان.

قال بيوتر ماتيس، محلل العملات في "إن تاتش كابيتال ماركتس" (InTouch Capital Markets) في لندن: "لا تزال المرحلة مبكرة، ولكن قد يكون أسبوعاً محورياً بالنسبة إلى الدولار الذي يسجل مكاسب قوية ويخترق النقاط الفنية الرئيسية. الراند هو الضحية الرئيسية لحالة العزوف عن المخاطر عالمياً والتي تؤججها المخاوف بشأن الصين".

تراجعت الأسهم الصينية المدرجة في هونغ كونغ، حيث انخفض كل من مؤشر التكنولوجيا ومؤشر الشركات بأكثر من 2.2% لكل منهما. أدى ذلك إلى انخفاض مؤشر الأسواق الناشئة للمرة الخامسة في ستة أيام، واقترب من الانخفاض إلى ما دون عتبة 1000 نقطة بسبب تدهور ثقة المستثمرين.

السندات الصينية سلكت المسار الصعودي نفسه لسندات الخزانة، حيث لجأ المستثمرون إلى الديون عالية الجودة بسبب المخاوف الاقتصادية.

أما في المجر، التي لديها أعلى معدل فائدة في الاتحاد الأوروبي، فقد انخفض التضخم إلى أقل من 20% للمرة الأولى منذ 11 شهراً. وتتوقع الحكومة أن ينخفض إلى أقل من 10% بحلول أكتوبر المقبل.

على الرغم من أن هذه التطورات تبدو وكأنها أخبار جيدة، إلا أن التفاصيل بين الأسطر أقل طمأنة. فقد ارتفعت أسعار المستهلكين في المجر بأسرع من المتوقع على أساس شهري، فيما تقبع البلاد في حالة ركود، مسجلة ثلاثة انكماشات فصلية بالفعل. وهوت ميزانية المجر، مسجلة عجزاً قياسياً. انضم الفورنت إلى قائمة عملات الأسواق الناشئة الأخرى وسجّل انخفاضاً أمام الدولار.

الأثر المتأخر

مع تحول الصورة الكلية من المخاوف بشأن التضخم إلى القلق بشأن التأثير المتأخر للسياسات التقشفية، فرضت الحالات الفردية بعض تحركات السوق المحلية.

قال "بنك أوف أميركا" إن صانعي السياسة في تركيا سيرفعون أسعار الفائدة بزيادات متواضعة فقط، وسيتوقفون عند معدل قياسي قدره 20%، وهو أقل بكثير من توقعات البنك المركزي للتضخم بنهاية العام والبالغة 58%. وقد سجلت الليرة خسائر متواضعة.

تراجعت السندات المقومة بالدولار في الغابون. واضطرت الدولة الواقعة في غرب أفريقيا الإثنين إلى زيادة العائد الذي قدمته على سندات زرقاء بقيمة 500 مليون دولار لجذب اهتمام المستثمرين. كانت عملية البيع هذه جزءاً مما يسمى مبادلة الديون بالطبيعة (إسقاط الديون مقابل اتخاذ إجراءات للمحافظة على البيئة) والتي ستستخدم لتمويل إعادة شراء سنداتها الحالية المقومة بالدولار والمساعدة في دعم الحفاظ على البيئة البحرية في البلاد.

بمرور اليوم، سيحلّل المستثمرون بيانات التضخم في تشيلي واحتياطيات النقد الأجنبي في المكسيك، ومحاضر اجتماع البنك المركزي الأخير في البرازيل من أجل الوقوف على مزيد من الرؤى حول سبل تحقيق التوازن بين أسعار المستهلكين والانتعاش الاقتصادي في الأسواق الناشئة.

اضغط هنا لقراءة المقال الأصلي
تصنيفات

قصص قد تهمك