انتعشت أسعار الأسهم الأميركية بعد تسجيلها أسوأ أداء أسبوعي منذ مارس الماضي مع تواتر الإعلان عن أرباح الشركات.
انخفضت أسعار سندات الخزانة بعد ملاحظات من مسؤول ببنك الاحتياطي الفيدرالي ألمح فيها إلى أن أسعار الفائدة قد تظل مرتفعة لفترة طويلة لتروّض الضغوط التضخمية.
وقف مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" هبوطاً دام أربعة أيام، في حين شهد مؤشر "داوجونز الصناعي" أكبر تقدم له في ما يتجاوز سبعة أسابيع.
سجّل سهم "بيركشير هاثاواي" رقماً قياسياً بعد أن تجاوزت نتائج أعمال الشركة تقديرات السوق. وارتفع سهم "أمازون" بعد تقرير إخباري عن لقاءٍ بينها وبين "لجنة التجارة الفيدرالية" بهدف تجنب رفع قضية تتعلق بالاحتكار. وتراجع سهم "تسلا" مع استقالة المدير المالي للشركة في تغيير مفاجئ بشركة إيلون ماسك. وسجّل سهم "أبل" أطول سلسلة هبوط له هذا العام.
في نهاية التعاملات انخفض سهم "بيوند ميت" (Beyond Meat) بعد أن قلصت شركة تصنيع البرغر النباتي توقعاتها للإيرادات. وأعلنت شركة "بالانتير تكنولوجيز" (Palantir Technologies) توقعات لإيراداتها السنوية جاءت عند النقطة الدنيا من توقعات سابقة، مما أثار مخاوف المستثمرين الذين رفعوا قبل ذلك قيمة السهم متوقعين أن تساعد تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بالشركة على زيادة المبيعات. وقفز سهم "باراماونت غلوبال" (Paramount Global) بسبب مبيعاتها التي تجاوزت تقديرات السوق، ويرجع ذلك جزئياً إلى قفزة في نشاط البثّ التليفزيوني.
عوائد السندات تتقدم
استأنفت عوائد السندات الأميركية لأجل عشر سنوات تقدمها الذي دفعها الأسبوع الماضي إلى أعلى مستوى منذ نوفمبر. توشك عمليات البيع الهائلة لسندات الخزانة أن تُجرِي اختباراً كبيراً لطلب المستثمرين وتحديد ما إذا كان لعمليات البيع مجال، إذ تستعد السوق لأكبر جولة من مزادات الاسترداد منذ العام الماضي.
يتعين على سوق السندات استيعاب 103 مليارات دولار من المزادات على آجال 3 و10 و30 عاماً قبل نهاية الأسبوع، بزيادة 7 مليارات دولار على قائمة مايو.
قالت محافظة بنك الاحتياطي الفيدرالي ميشيل بومان إنها ترجح الاحتياج إلى زيادة إضافية في أسعار الفائدة. في غضون ذلك أشار رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك جون ويليامز إلى ضرورة الحفاظ على تقشف السياسة النقدية "بعض الوقت"، مشيراً إلى أن خفض أسعار الفائدة قد يكون له ما يبرره العام المقبل إذا تباطأ التضخم. وانتظر المستثمرون أيضاً مؤشر أسعار المستهلك المقرر صدوره في وقت لاحق من هذا الأسبوع للحصول على علامات على توقعات السياسة النقدية.
مسؤولة بـ"الفيدرالي" ترجح زيادات أخرى لأسعار الفائدة
قال أنتوني ساغليمبين، رئيس استراتيجية السوق في "أميريبرايس" (Ameriprise): "يرى معظم المشاركين في السوق أن الاحتياطي الفيدرالي سيُبقِي سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية عند مستواه الحالي خلال الفترة المتبقية من هذا العام. واعتماداً على الصورة التي ستظهر عليها تقارير التضخم هذا الأسبوع، قد تشهد هذه التوقعات بعض التغيرات المحتمَلة، مما يؤدّي إلى زيادة تقلبات الأسهم على المدى القريب".
ركود اقتصادي قبل نهاية 2024
قال مايكل ويلسون من "مورغان ستانلي" إن خفض وكالة "فيتش ريتينغز" للتصنيف الائتماني تقييم ديون الحكومة الأميركية الأسبوع الماضي وعمليات البيع التي تلت ذلك في سوق السندات، تشير إلى أن "المستثمرين يجب أن يكونوا مستعدين لخيبة أمل محتملة" بشأن النمو الاقتصادي والأرباح.
تتوقع أغلبية واضحة من المستثمرين ركود الاقتصاد الأميركي قبل انتهاء عام 2024، مما يدفعهم إلى النظر إلى السوق الصاعدة الحالية في الأسهم على أنها سريعة الزوال وتفضيل سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل. هذه هي خلاصة أحدث استطلاع للرأي أجرته "ماركت لايف بالس" (Markets Live Pulse)، الذي أظهر أن ما يقرب من ثلثي المشاركين البالغ عددهم 410 يتوقعون ركوداً في أكبر اقتصاد في العالم بحلول نهاية العام المقبل.
يبدو أن المشاركين في الاستطلاع ينظرون إلى أبعد من القوة الحالية للاقتصاد ويتوقعون مزيداً من الآثار الضارة المتتالية من تقشف السياسة النقدية التراكمي لبنك الاحتياطي الفيدرالي.
قال ريان بيلانغر، المؤسس والعضو المنتدب في "كلارو أدفايزرز" (Claro Advisors): "من المهم للمستثمرين أن يظلوا يقظين ولا يركنوا إلى الشعور بالرضا والطمأنينة، لأن مخاطر التضخم في السوق ومخاوف الاحتياطي الفيدرالي لا تزال قائمة، فقد ارتفعت أسعار البنزين في الأسابيع الأخيرة، وقد يعكس تقرير مؤشر أسعار المستهلكين يوم الخميس ذلك، مما سيعزّز حجج بنك الاحتياطي الفيدرالي للبقاء على تشدده في السياسة النقدية".