تراجعت الأسهم في آسيا لليوم الثالث بعد الخسائر التي سجلتها "وول ستريت" أمس الأربعاء، حيث عززت بيانات سوق العمل الأميركية التي جاءت أفضل مما كان متوقعاً، التكهنات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي سيحافظ على سياسته النقدية المتشددة لفترة أطول.
تراجعت مؤشرات الأسهم في اليابان وأستراليا وهونغ كونغ، بينما لم تتغير كثيراً مؤشرات الأسهم في الصين القارية. أما سوق تايوان، فمغلقة بسبب اقتراب إعصار.
تراجعت أسهم "إيفرغراند بروبرتي سيرفيسز غروب" (Evergrande Property Services Group Ltd) -وهي وحدة تابعة لشركة التطوير العقاري "تشاينا إيفرغراند غروب" المثقلة بالديون- بنحو النصف في هونغ كونغ، حيث استؤنف التداول على أسهم الشركة للمرة الأولى منذ مارس 2022.
ارتفعت العقود الآجلة للأسهم الأميركية في آسيا بعد أن انخفض مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنسبة 1.4% أمس الأربعاء، مسجلاً أسوأ أداء يومي له منذ أبريل. كما انخفض مؤشر "ناسداك 100" بنسبة 2.2%، وانخفضت أسهم شركة "كوالكوم" (Qualcomm) بناءً على توقعات بتسجيل إيرادات متواضعة. وقفز "مؤشر الخوف" في وول ستريت، أو مؤشر التقلب "VIX" إلى أعلى مستوى له منذ مايو.
خلال مقابلة على تلفزيون بلومبرغ في سيدني، قالت لوسي ميغر، مستشارة الاستثمار في شركة "إيفانز آند بارتنرز" (Evans and Partners): "نشهد تفاعلاً سلبياً بعد إغلاق السوق الأميركية، وهذا يقودنا مجدداً إلى الاعتقاد السابق بأن الأصول المالية في الولايات المتحدة قد بلغت ذروتها". ورأت أنه يتعين على المستثمرين التفكير في التناوب ما بين أسهم الشركات الكبيرة وتلك الخاصة بالشركات الصغيرة، والتحول من الأسهم الأميركية إلى أسهم الأسواق الناشئة.
تراجعت سندات الخزانة الأميركية في آسيا بعدما دفعت عمليات البيع أمس الأربعاء عوائد السندات لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوياتها منذ نوفمبر. وجاءت عمليات البيع بدفع من بيانات وظائف القطاع الخاص في الولايات المتحدة التي أظهرت أن الشركات الأميركية أضافت 324 ألف وظيفة الشهر الماضي، متجاوزة التوقعات البالغة 190 ألف وظيفة. قال بيل أكمان، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "بيرشينغ سكوير كابيتال مانجمنت" (Pershing Square Capital Management)، إنه باع سندات الخزانة لأجل 30 عاماً، والتي وصفها بأنها بلغت ذروة الشراء من منظور العرض والطلب.
إصدارات الخزانة الأميركية
استوعب المستثمرون كذلك الأخبار التي أشارت إلى أن وزارة الخزانة الأميركية ستصدر أوراقاً مالية بقيمة 103 مليارات دولار الأسبوع المقبل، تغطي ديوناً لأجل 3 سنوات و10 سنوات و30 سنة. الإصدار الفصلي ارتفع من 96 مليار دولار، وهو أكثر بقليل من المتوقع. وقد جاءت هذه الأنباء في أعقاب تخفيض تصنيف وكالة "فيتش" التصنيف الائتماني للولايات المتحدة أمس الأربعاء.
تراجعت السندات اليابانية لأجل 10 سنوات مع محاولة المستثمرين تقدير حد ارتفاع العوائد الذي سيسمح به "بنك اليابان" في ظل نظام تحكم أكثر مرونة في منحنى العائد.
لماذا خفضت "فيتش" تصنيف أميركا الائتماني؟ وما تأثير ذلك على الأسواق؟
أما الدولار الأميركي، فبعد ارتفاعه الذي استمر يومين، لم يسجل تغيراً كبيراً في التداولات الهادئة التي شهدتها سوق العملات.
يُتوقع أن يرفع "بنك إنجلترا" سعر الفائدة الأساسي بمقدار 25 نقطة أساس إلى 5.25% في وقت لاحق من اليوم الخميس. تتزايد التكهنات أيضاً بأن البنك قد يفاجئ الاقتصاديين من خلال إشارته إلى زيادة وتيرة مبيعات السندات، حيث يتطلع إلى تقليل حيازاته الضخمة منها.
أخبار الشركات
في أخبار الشركات، قالت "باي بال هولدينغز" (PayPal Holdings Inc) إن مقياساً رئيسياً للأرباح تقلّص في الربع الثاني من العام الجاري، حيث اضطرت الشركة إلى تخصيص المزيد من الأموال لتغطية قروض متعثرة قدمتها للتجار. كما أعلنت شركة "شوبيفاي" (Shopify Inc) عن مبيعات وأرباح للربع الثاني فاقت توقعات المحللين.
سيراقب المستثمرون عن كثب أرباح "أبل" التي ستكشف عنها الشركة اليوم الخميس، إذ يُتوقع أن تعلن صانعة هواتف "أيفون" عن انخفاض في الإيرادات للمرة الثالثة على التوالي على أساس سنوي. كذلك، ستُناقش "أمازون" نتائج أعمالها ربع السنوية اليوم مع المستثمرين والمحللين الذين يراقبون عن كثب أعمال الحوسبة السحابية.
في أسواق السلع، ارتفع النفط بعد عمليات بيع استمرت يومين، كما ارتفع الذهب، وجرى تداول عملة "بتكوين" فوق مستوى 29 ألف دولار بقليل.