أنهت الأسهم الأميركية آخر أيام التداول في شهر يوليو مرتفعة، مع تحقيق مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" أطول سلسلة من الزيادة الشهرية منذ أغسطس 2021، متحدياً قلق المستثمرين إزاء سوق تشتد سخونة.
تجاوزت وول ستريت مخاوف تتعلق بركود في الأرباح بعد بيانات عززت آمال هبوط الاقتصاد هبوطا سلساً رغم رفع الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة.
بعض العلامات بدأ يشير إلى تراجع مؤسسات الاستثمار المتشائمة، وبعض الاقتصاديين والاستراتيجيين، مع استمرار العوائد في السوق في إثارة الدهشة ومعها الأرقام الاقتصادية، وفق تصريحات مارك هاكت، رئيس بحوث الاستثمار في شركة "نيشن وايد" (Nationwide).
انضمّ سكوت كرونرت من "سيتي غروب" إلى قائمة من المحللين أعادوا النظر في توقعاتهم المتشائمة في الأسابيع الأخيرة، ورفع توقعاته لأداء مؤشر "ستاندرد آند بورز 500".
مايكل ويلسون من بنك "مورغان ستانلي"، الذي كان ضمن أبرز المتشائمين في السوق عام 2023، غيّر لهجته ويرى الآن أن صعود الأسهم سوف يستمرّ.
لاحظ مارك هاكت أن "التحديات التي عانت منها الشركات، مثل استعصاء التضخم وضعف أداء الأسواق وتباطؤ الاقتصاد عالميا، لم تعُد تمثّل عقبة أو رياحاً معاكسة. والآن لم نعد نتوقع رياحاً مواتية تستمر في عام 2024 فحسب، بل أيضاً نواجه ردود فعل أقلّ ارتباكاً وتسبُّباً في الأزمات في أسواق الأسهم في أعقاب تقارير الربحية".
ارتفع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" إلى نحو 4590 نقطة يوم الاثنين، وأغلق عند أعلى مستوى منذ 16 شهراً.
شهدت الأسهم الكبرى أداءً باهتاً، مع انتظار أن تعلن كل من شركتَي "أبل" و"أمازون" نتائجها المالية في الأيام المقبلة.
سجّل مؤشر "ناسداك 100" أطول سلسلة من الارتفاع شهرياً منذ أغسطس 2020، وتداول المستثمرون سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات على عائد يقترب من 3.95%، في حين حقّق الدولار ارتفاعاً ضئيلاً.
كلمة تحذير
يرى مات مالي من شركة "ميللر تاباك+" (+Miller Tabak)، أنه ينبغي للمستثمرين أن يأخذوا حذرهم عند استقراء ما رأيناه هذا العام في سوق الأسهم، ومن الضروري امتلاك خطة احتياطية عندما يتلاشى "الخوف من الضياع" أو يبدأ "بعض الشقوق" في التشكُّل. وهو من بين أولئك الذين يراهنون على أن مؤشرات الأسهم عموماً ستشهد ارتفاعاً محدوداً خلال الشهرين المقبلين.
قال مالي : "هل مجرد تجنُّب الركود يكفي حقّاً لأن يدفع سوق الأسهم إلى أعلى بكثير من مستواها المرتفع حالياً؟ يحتاج المستثمرون إلى توخّي الحذر بشأن محاولة كسب أقصى ما يستطيعون من هذا الارتفاع في سوق الأسهم خلال الأيام والأسابيع المقبلة بالنظر إلى أن كثيراً من أفضل الأسهم أصبح باهظ الثمن".
سوق الأسهم تصبح أكثر هدوءاً في أغسطس موسمياً، ولكن إذا استرشدنا بما حدث في التاريخ، فقد يحقّق مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" مزيداً من المكاسب بعد خمسة أشهر من الارتفاعات. ففي 37 سلسلة سابقة من هذا النوع منذ عام 1928، واصل المؤشر مكاسبه إلى الشهر السادس في نسبة 80% تقريباً من الوقت، وفقاً لمجموعة "بيسبوك إنفستمنت غروب" (Bespoke Investment Group).
من أخبار الشركات، ارتفعت سهم "إكسون موبيل" بعد أن ذكرت "بلومبرغ نيوز" أنها تُجري محادثات مع "تسلا" و"فورد موتور" وشركات صناعة السيارات الأخرى حول تزويدها بالليثيوم.
اقرأ أيضاً: أرباح "إكسون موبيل" تهبط للفصل الثالث وسط ضعف أسعار الطاقة
ارتفع سهم "سو فاي تكنولوجيز" (SoFi Technologies) بنسبة 20%، إذ رفع البنك الذي يقدّم خدماته عبر الإنترنت توقعاته للإيرادات.
صعد سهم "ييلو كورب" (Yellow Corp)، التي تنقل نحو 15% مما يسمى شحنات الشركات الكبرى التي تقلّ حمولتها عن الشاحنات، بعد توقف العمليات وإخبار قادة النقابات أنها تخطط لتقديم طلب للحماية من الإفلاس.
مسح بنك الاحتياطي الفيدرالي
استقبل المستثمرون مسحاً أجراه الاحتياطي الفيدرالي لمسؤولي الإقراض في البنوك استقبالاً هادئاً.
وكما ألمح رئيس البنك جيروم باول، قال البنك المركزي إن المؤسسات المالية أبلغت عن معايير أكثر صرامة للائتمان مع استمرار ضعف الطلب على القروض في الربع الثاني، مما أدّى إلى تمديد الاتجاه الذي بدأ قبل ظهور الضغوط الأخيرة في القطاع المصرفي.
في غضون ذلك قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو أوستان غولسبي، إن البيانات التي تُظهِر تباطؤ التضخم تمثّل "أخباراً رائعة"، لكنه لم يقرّر بعدُ ما إذا كان سيدعم التوقف عن رفع أسعار الفائدة مؤقتاً في اجتماع السياسة النقدية المقبل. خلال عطلة نهاية الأسبوع قال نظيره في مينيابوليس نيل كاشكاري إن توقعات التضخم "إيجابية للغاية"، رغم أن التشديد القوي للبنك المركزي من المرجح أن يؤدي إلى فقدان بعض الوظائف وتباطؤ النمو.
على صعيد آخر، انخفض الينّ بعد أن أعلن بنك اليابان عن عملية شراء سندات غير مُجدوَلة لخفض أسعار الفائدة بعد تعديل السياسة يوم الجمعة للسماح للعوائد المعيارية بالارتفاع إلى 1%.
