أنهت أسواق الأسهم الأميركية يوم الأربعاء مراهنة على أن القرار القادم لبنك الاحتياطي الفيدرالي ربما لا ينطوي على زيادة الفائدة مرة أخرى، وذلك على الرغم من أن ملاحظات جيروم باول التي ألقاها بعد قرار الفائدة تنطوي على ما يدعم كل متفائل ومتشائم في "وول ستريت".
انخفضت عوائد السندات الأميركية لأجل عامين جنباً إلى جنب مع انخفاض الدولار. وانتعشت الأسهم من أدنى مستوياتها في الجلسة، إذ سجل مؤشر "داو جونز الصناعي" تقدمه للجلسة الـ13 على التوالي - وهي أطول سلسلة مكاسب له منذ عام 1987. في أواخر التعاملات؛ ارتفع سهم شركة "ميتا بلاتفورمز"، المالكة لـ"فيسبوك"، بعد أن توقعت إيرادات فاقت تقديرات السوق، بينما انخفض سهم "إي باي" (EBay) بسبب توقعات مخيبة للآمال.
رفع بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى أعلى مستوى في 22 عاماً، وقال رئيس البنك جيروم باول إن رفع أسعار الفائدة مرات أخرى سيعتمد "على البيانات"، حيث يقوم المسؤولون بتطوير جهودهم للسيطرة على التضخم.
راهنت عقود المقايضة، التي تشير إلى قرارات بنك الاحتياطي الفيدرالي المستقبلية، على تراجع احتمالات إجراء زيادة أخرى في أسعار الفائدة هذا العام، التي تراجعت إلى 47%.
تعقيب محللين
راجيف شارما، العضو المنتدب لشؤون الدخل الثابت في "كي برايفت بنك" (Key Private Bank):
"في رأينا، انتهت دورة رفع سعر الفائدة، وسيتوقف بنك الاحتياطي الفيدرالي الآن لبقية العام. هذه الفرضية يدعمها أحدث رد فعل في السوق، مع انخفاض العوائد قليلاً في المنطقة الأمامية من منحنى العائد".
فرانسيس دونالد، رئيس شؤون الاقتصاد العالمي في "مانولايف إنفستمنت مانجمنت":
"نعتقد الآن أن بنك الاحتياطي الفيدرالي في حالة "توقف تقشفي" لفترة طويلة. في السيناريو الافتراضي عندنا، من المحتمل أن تكون الخطوة التالية هي تخفيض الفائدة، ولكن الأمر سيستغرق حتى عام 2024 قبل أن نراها. ومع ذلك، لن يكون أمام باول خيار سوى إبقاء تهديد الزيادة في أسعار الفائدة قائماً أمام الجميع، خشية أن يشجّع الأسواق على المراهنة على خفض الفائدة قبل الأوان، وإعادة إشعال توقعات التضخم. في الواقع؛ خلال هذه الفترة الممتدة القادمة، من المرجح أن يكون الخطر على السيناريو الافتراضي لدينا دائماً تقريباً هو رفع أخير في سعر الفائدة لتعزيز الاتجاه الانكماشي. ونظراً لأن تحسّن التضخم من المرجح أن يتوقف لأسباب حسابية إلى حد كبير؛ فإنَّ توقعات السوق لرفع أسعار الفائدة في الاجتماعات المستقبلية ستظل غير صفرية، ولن يكون من الحكمة أن تتلاشى تماماً على الرغم من أننا لا نتوقع أي زيادات إضافية".
كريس زاكاريلي، رئيس شؤون الاستثمار في "إندبندانت أدفايزور ألايانس":
"اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي اليوم انطوى على ما يدعم تقديرات الجميع. فقد يركز المتشائمون على إصرار باول على أن جميع الاجتماعات حية، وأن التضخم الأساسي "مرتفع جداً"، ويمكن للمضاربين المتفائلين على الارتفاع التركيز على إصرار باول بأنه يمكنهم بسهولة تخطي الاجتماع التالي، والحفاظ على أسعار الفائدة دون تغيير في سبتمبر".
سيما شاه، رئيسة الاستراتيجية العالمية في "برينسبال أسيت مانجمنت":
"في حين أن البيان فاتر؛ فإنَّ الإشارة العامة هي بنك الاحتياطي الفيدرالي الذي يعتبر كل اجتماع للسياسة النقدية (حياً). ما يزال الاعتماد على البيانات هو الكلمة الطنانة، وبالنظر إلى الإشارات المربكة لتراجع التضخم مع انخفاض المعروض في سوق العمل؛ يبدو أن إبقاء جميع الخيارات على الطاولة هو نهج معقول".
إدوارد مويا ، كبير محللي السوق للأميركتين في شركة "واندا" (Oanda):
"يحتفظ بنك الاحتياطي الفيدرالي بخيار زيادة أسعار الفائدة مستقبلاً، لكنه ربما لن يحتاج إليه. ستبقى عملية خفض التضخم مع ضعف الاقتصاد، ويجب أن يبدأ قطاع الشركات في الشعور بتأثير تشديد شروط الائتمان".
تقارير الأرباح
كان المحرك الآخر للتداول يوم الأربعاء هو الدفعة الكبيرة من تقارير الأرباح، إذ فحص المستثمرون نتائج شركات التكنولوجيا الكبرى بدرجة كبيرة بعد أن حققت أسهمها تقدماً تاريخياً في الأشهر الستة الأولى من العام.
وارتفع سهم "ألفابت"، الأم لشركة "غوغل"، إلى أعلى مستوى في 15 شهراً حيث تجاوزت الإيرادات توقعات السوق، في حين انخفض سهم شركة "مايكروسوفت" بأكبر قدر منذ يناير بسبب نمو المبيعات الضعيف، وأثرت التوقعات الفاترة لشركة "تكساس إنسترومنتس" في صانعي الرقائق الإلكترونية.
اقرأ أيضاً: قفزة في أسهم "ميتا" بعد تجاوز إيراداتها وأرباحها تقديرات السوق
قال ديفيد بانسن، رئيس شؤون الاستثمار في مجموعة "بانسن": "كانت أرباح التكنولوجيا الكبيرة داروينية للغاية، والمستثمرون يكافِئون فقط الشركات التي تحقق نتائج قوية بالفعل. بعد المكاسب الهائلة حتى الآن هذا العام في أسهم التكنولوجيا الكبرى؛ انتقلنا الآن إلى مرحلة يكون فيها سعر سهم كل شركة غير مرتبط بالشركات الأخرى".
