في الوقت الذي تستمر أسهم التكنولوجيا في احتلال صدارة ارتفاعات الأسهم في أسواق آسيا، شهد أحد القطاعات الذي احتل الصدارة في عام 2020 تراجعا، ليتذيل القائمة، وهو قطاع الرعاية الصحية.
ويُعد مقياس القطاع، الذي كان ثابتاً بشكل أساسي حتى الآن، هو الأسوأ أداءً في آسيا، متخلفاً عن المؤشر القياسي في المنطقة بمقدار ثماني نقاط مئوية. وهو في طريقه للتراجع على "مؤشر إم إس سي آي لآسيا والمحيط الهادئ" (MSCI Asia Pacific Index) للشهر الثالث على التوالي، فيما يُعدّ أطول سلسلة خسائر في ثلاث سنوات.
وتسببت التوقعات المتزايدة بالعودة إلى الوضع الطبيعي للاقتصاد العالمي في تخلي المستثمرين عن الرهانات الدفاعية التي تم إجراؤها أثناء الجائحة، مثل الرعاية الصحية -التي حققت ثاني أفضل أداء في العام الماضي. وعادت أسهم الطاقة إلى الانتعاش بفعل تحسّن أسعار النفط الخام، في حين تعزز القطاع المالي بفضل ارتفاع عائدات السندات.
وقال "كيران كالدر"، رئيس أبحاث الأسهم الآسيوية في "يونيون بانكير بريفيي يو بي بي" (Union Bancaire Privee Ubp SA): "يعكس السوق توقعات إعادة الانفتاح والانتعاش، وهو ما يدعم القطاعات الدورية بدلاً من الرعاية الصحية".
وبحسب "كالدر"، فإن التقييمات الضخمة تعد أيضاً مصدر قلق؛ حيث يتم تداول مؤشر القطاع بمضاعف ربحية يدور حول 30 مرة وفق توقعات الأرباح الآجلة، وهو الأعلى بين جميع القطاعات، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ، في حين أن المعيار يجب أن يدور حول 18 مرة فقط.
جنون البيع بالتجزئة يتلاشى
ولعب جنون البيع بالتجزئة المتلاشي في أسواق مثل كوريا الجنوبية دوراً في الضعف الأخير لقطاع الرعاية الصحية، حيث تراجعت شركة "شين بونغ فارماسوتيكال" (Shin Poong Pharmaceutical Co)، وهي شركة تطور علاجاً لكوفيد-19، بنسبة 36% هذا العام، بعد أن ساعد المستثمرون الهواة في ارتفاع أسهمها بنسبة 1,600% في عام 2020. وانخفض سهم "سيلتريون فارم" (Celltrion Pharm Inc)، وهو سهم آخر متعلق باللقاحات، بنسبة 32% بعد أن حصد أكثر من 500% العام الماضي.
في حين قال "سيو سانغ-يونغ"، محلل السوق في "كيوووم سيكيوريتيز" (Kiwoom Securities) إنه "من السمات البارزة لسوق الأسهم في كوريا الجنوبية أن المستثمرين الأفراد يتداولون بنشاط الأسهم وسلوك القطيع القوي؛ وما لم تكن هناك أحداث إضافية أو تحسينات في الأرباح، مثل تطوير الأدوية الجديدة من قبل شركات الأدوية أو شركات المنتجات الحيوية، فإن الأسهم تميل إلى العودة من حيث أتت".
مكانة التكنولوجيا
على العكس من ذلك، استمرّت قوة أسهم التكنولوجيا في العام الجديد، مع تحديد مقياس لخدمات الاتصالات التي تعد الفائز الأول في آسيا.
ووفقاً لـ"ستيفن كام"، رئيس إدارة المنتجات للأسهم الآسيوية باستثناء اليابان في شركة "شرودرز" (Schroders)، سيستمر بعض الفائزين خلال فترة الإغلاق الذين يُظهرون إمكانيات تتعلق بالنمو طويلة الأجل في بلدان مثل الصين، في التفوق في الأداء.
وكتب كام في ملاحظة حديثة: "الأجهزة التقنية هي إحدى هذه الصناعات، حيث يستمر الناس في العمل من المنزل خلال عام 2021".