انخفضت أسعار القمح بأكثر من 4%، إذ تجاهل التجار مخاوف الصادرات الأوكرانية وتصاعد التوترات في البحر الأسود وسط وفرة الإمدادات العالمية.
تلتقط السوق أنفاسها بعد صعود الأسعار 11% في الجلسات الثلاث السابقة على وقع تحذيرات كل من أوكرانيا وروسيا من أن السفن المتجهة إلى موانئ الدولتين قد يتم اعتبارها أهدافاً عسكرية. وزادت التوترات من مخاوف انقطاع الصادرات عن المنطقة التي تعتبر بمثابة سلة غذاء العالم، خاصةً أن أوكرانيا هي ثالث أكبر مُصدِّر للذرة حول العالم، كما تحتل المركز السادس بين أكبر جهات شحن القمح.
تراجعت الأسعار اليوم الجمعة، حيث يعيد التجار دراسة التهديدات التي تتعرض لها إمدادات الغذاء العالمية. لا يزال لدى العالم مخزون كبير من القمح. كما يمكن لأوكرانيا اللجوء إلى توجيه صادراتها من الحبوب لطرق أخرى، مثل القطارات والصنادل، للابتعاد عن اعتمادها على الموانئ العميقة مثل أوديسا وتشورنومورسك.
يأتي الهبوط في نهاية أسبوع متقلب شهد إنهاء الكرملين اتفاقية حبوب البحر الأسود التي أبقت شحنات المحاصيل الأساسية تتدفق عبر الممر الآمن، ثم بدء مهاجمة المنشآت الزراعية الأوكرانية.
مصير اتفاقية تصدير الحبوب
تحاول أوكرانيا استئناف التجارة عبر الممر، على الرغم من الشكوك حول ما إذا كان الهدف واقعياً. طلب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي من كبار قادته العسكريين اليوم الجمعة إعداد "إجراءات" من شأنها أن تسمح بمواصلة اتفاقية تصدير الحبوب. كما طلب من وزارة الخارجية إعداد "خطوات دبلوماسية مماثلة". لم يوضح بيان زيلينسكي على "تليغرام" ماهية الإجراءات.
من جهة أخرى، قال مسؤولون كبار من تركيا، التي توسطت في الاتفاق مع الأمم المتحدة، إن تصدير الحبوب من الموانئ الأوكرانية بات أمراً غير مرجح، مضيفين أن تركيا لن تساهم في أي شحنة خاصة بعد أن هددت روسيا باستهداف السفن.
تواصل روسيا، أكبر مصدرة للقمح، شحن إمداداتها القوية.
قال بن باكنر، كبير محللي الحبوب في شركة "أغريسورس" (AgResource): "علينا أن نراقب عن كثب أيضاً وتيرة الصادرات الروسية".
مهمة صعبة
قال وزير الزراعة الأوكراني ميكولا سولسكي في مقابلة مع تلفزيون بلومبرغ إن روسيا تحاول أن "تصعِّب" تصدير الحبوب عبر نهر الدانوب على أوكرانيا، مضيفاً: "لا أحد يعرف ما يمكنهم فعله اليوم أو غداً، لكن هذا ليس سبباً لوقف الصادرات بالنسبة لنا".
من ناحية أخرى، قال نائب وزير الخارجية الروسي سيرجي فيرشينين إن بلاده قد تجري تحقيقات أو عمليات تفتيش لتحديد ما تنقله السفن في البحر الأسود. بينما بدت ملاحظاته أخف من التعليقات الروسية السابقة بأن الدول التي تسمح لسفنها بالذهاب إلى أوكرانيا ستُعتبر داعمة لكييف، إلا أن الوضع لا يزال غامضاً بالنسبة لشركات شحن السلع.
لا يزال القمح في طريقه لتسجيل مكاسب أسبوعية تزيد عن 5%.
دمَّر هجوم صاروخي روسي آخر، اليوم الجمعة "بنية تحتية مهمة " في منطقة بيلهورود دنيستروفسكي في أوديسا، وفقاً للإدارة الإقليمية. وقالت الإدارة إن صواريخ روسية أصابت مستودعاً للحبوب في أوديسا خلال الليل مما تسبب في نشوب حريق وإلحاق أضرار بمعدات زراعية.
قد يؤدي الارتفاع الأخير في أسعار الحبوب مرة أخرى إلى تأجيج تكاليف السلع الغذائية، والتي تراجعت منذ اندلاع الحرب العام الماضي.
مخاطر متزامنة
قالت شركة إيه دي إم أغريكالتشر" (ADM Agriculture) في مذكرة: "الأسواق تفاعلت بعنف خلال الأسبوع الحالي متأثرة بالتحديات الجيوسياسية في أعقاب انسحاب روسيا من مبادرة حبوب البحر الأسود، واستمرار المخاوف بشأن الطقس في معظم أنحاء نصف الكرة الشمالي.. ستؤدي المخاوف من الأعمال العسكرية أيضاً إلى تردد مالكي السفن وشركات التأمين حيال إرسال السفن إلى ما أصبح الآن بيئة (منطقة حرب)".
اشتعال التوترات في البحر الأسود يضاف إلى مخاطر أخرى تحيط بأسواق الحبوب العالمية. إذ تهدد الحرارة محاصيل الذرة في جنوب أوروبا. وقالت "ماكسار " (Maxar) في تقرير إن الظروف الأكثر جفافاً في انتظار محاصيل الذرة وفول الصويا في الغرب الأوسط الأميركي والدلتا الأسبوع المقبل. ومن جهة أخرى، زادت الهند من صدمات الإمدادات الغذائية يوم الخميس قائلة إنها ستحظر بعض صادرات الأرز.
- انخفضت عقود القمح الآجلة تسليم سبتمبر 3.9% إلى 6.985 دولار للبوشل الساعة 10:59 صباحاً في شيكاغو، بعد هبوطها 4.3%.
- أسعار الذرة وفول الصويا تراجعت، لكن كلا المحصولين لا يزالان في طريقهما لتسجيل ارتفاع أسبوعي.