تقترب شركة "لوسِد موتورز" (Lucid Motors) للسيارات الكهربائية من الطرح للاكتتاب العام، من خلال الاندماج مع شركة "شيك على بياض" (SPAC) التي أنشأها المصرفي مايكل كلاين، ومن المرجح الإعلان عن الصفقة مطلع الأسبوع الحالي، وفقاً لمصادر مطلعة على الأمر.
ويُتوقّع تقييم الكيان المشترك بنحو 15 مليار دولار، حسب المصادر المطّلعة على الأمر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها نظراً إلى خصوصية المعلومات.
وأضافت المصادر أن شركة الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة تُجري محادثات للجمع ما بين مليار و1.5 مليار دولار من التمويل من المستثمرين المؤسسين لدعم الصفقة، مع الإشارة إلى أنه يُمكن أن يتغير التقييم ومقدار التمويل المطلوب من المستثمر.
فيما أشار اثنان من المصادر إلى أن صفقة "لوسِد" قد تُعلَن يوم الثلاثاء المقبل، والمحادثات جارية، لكنها لم تصل إلى نتيجة نهائية، وقد تنهار.
وكشفت المصادر أن كلاين، "صانع الصفقات" السابق في "سيتي غروب"، سينفّذ الصفقة من خلال "تشرشل كابيتال كورب 4"، أكبر شركة "شيك على بياض" لديه، التي جمعت أكثر من مليارَي دولار.
وتجدر الإشارة إلى أن "لوسِد" تحظى بدعم صندوق الاستثمارات العامة السعودي.
ورفض ممثل عن شركة "لوسِد موتورز" التعليق، ولم يتسنَّ الوصول إلى ممثل عن كلاين للتعليق فوراً.
وارتفع سهم "تشرشل كابيتال كورب 4" بأكثر من خمسة أضعاف منذ تقرير بلومبرغ نيوز حول المحادثات لأول مرة الشهر الماضي.
وذكرت وكالة رويترز الأسبوع الماضي أنه يمكن التوصل إلى اتفاق في وقت مبكّر هذا الشهر.
منافسة "تسلا"
لعب كلاين دوراً هامّاً على صعيد الاستثمارات السعودية في الأسواق الدولية، إذ عمل مستشاراً لصندوق الاستثمارات العامة، كما قدّم مشورته بشأن الاكتتاب العامّ الأولي لشركة "أرامكو".
وأبرم عديد من مصنّعي السيارات الكهربائية صفقات مع شركات استحواذ ذات أغراض خاصة، إذ تسعى الشركات الناشئة لجمع الأموال من أجل التنافس مع شركة "تسلا"، الرائدة في الصناعة، فيما يُنتظر أن تصبح "لوسِد" إحدى أكثر شركات السيارات الكهربائية إمكانيةً للعب هذا الدور.
ويُتوقّع أن تكون "لوسِد " أيضاً إحدى أكبر صفقات شركات "الشيك على بياض" منذ بداية الفورة التي شهدها هذا الأسلوب الاستثماري، إذ يُحتمل أن يتفوق عليها فقط اندماج شركتَي "يونايتد هول سيل مورغيدج" و"غورز هولدينغز"، الذي بلغت قيمته نحو 16 مليار دولار.
الإقبال على SPAC
استقطبت شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة عدداً كبيراً من المستثمرين البارزين، إذ انضمّ مايكل ديل، والمستثمر الناشط بول سينغر، والشريك المؤسس لشركة "فيسبوك" إدواردو سافيرين، والرئيسة السابقة لشركة "زيروكس" أورسولا بيرنز، إلى موكب شركات "الشيك على بياض"، خلال الأيام القليلة الماضية، مع تقديم ما لا يقل عن 13 شركة من هذا النوع طلبات للاكتتاب العامّ في الولايات المتحدة بهدف جمع أكثر من 4.5 مليار دولار.
وسيطرت شركات الاستحواذ ذات الأغراض الخاصة على الاكتتابات العامة الأولية هذا العام، إذ مثّلَت 63% من نحو 77 مليار دولار جُمعَت في البورصات الأمريكية، وفقاً للبيانات التي جمعتها بلومبرغ. وتنتظر 146 شركة استحواذ ذات أغراض خاصة، قدّمَت طلباتها منذ الأول من يناير 2021، الاكتتابات العامة، من أجل إضافة 40 مليار دولار إلى هذا الإجمالي.
وتستهدف "لوسِد" سوق السيارات الكهربائية الفاخرة، وكان رئيسها التنفيذي بيتر رولينسون، كبير مهندسي "تسلا" السابق لطراز "سيدان إس"، فيما استثمر صندوق الثروة السيادية السعودي أكثر من مليار دولار في الشركة.
وتأسست الشركة عام 2007 تحت اسم "أتييفا"(Atieva)، وأمضت سنوات في التركيز على تكنولوجيا البطاريات أكثر من تطوير السيارات الكهربائية الفاخرة. وفي 2016، غيّرت اسمها إلى "لوسِد"، وبدأت العمل على سيارتها "إير" ( Air)، التي ستصبح نموذجها الرئيسي.
وتخطّط "لوسِد" لبدء تسليم سيارة "سيدان" كهربائية بقيمة 169 ألف دولار لعملاء الولايات المتحدة في الربع الثاني من العام الحالي، فيما ستُصنَّع سيارة "إير إي في" (Air EV)، التي تقول الشركة إنها سيارة تستطيع تنفيذ رحلة مسافتها أكثر من 500 ميل بشحنة واحدة، في مصنع بولاية أريزونا. كما تخطّط لتقديم طراز آخر من "إير" أرخص سعراً عام 2022، وستصنّع لاحقاً سيارة رياضية متعددة الاستخدامات تعمل بالبطارية.