سجلت شركة "تايوان سيميكوندوكتور مانوفاكتشورينغ كو ليمتد" (TSMC) انخفاضاً أقل من المتوقَّع في أرباحها الفصلية، بعدما طغت الطفرة التي يشهدها تطوير الذكاء الاصطناعي عالمياً على التراجع المستمر في الطلب على الهواتف الذكية.
أعلنت شركة تصنيع الرقائق التايوانية، مزوّد أشباه الموصلات الرئيسي لشركتي "أبل" و"إنفيديا"، عن تحقيقها دخلاً صافياً بلغ 181.8 مليار دولار تايواني (5.85 مليار دولار أميركي) خلال الربع الثاني من العام الجاري، في مقابل متوسط تقديرات المحللين البالغ 173.6 مليار دولار تايواني.
يُنظر إلى شركة "تي إس إم سي" على أنَّها من أوائل المستفيدين من الجهود العالمية، من الولايات المتحدة إلى الصين، والتي تُبذل لتطوير منصات الذكاء الاصطناعي. زادت القيمة السوقية للشركة التايوانية المصنّعة لرقائق "إنفيديا" التي تعتبر الأكثر فاعلية في تدريب الذكاء الاصطناعي مثل "تشات جي بي تي" (ChatGPT)، بحوالي 30% منذ بداية العام، حيث يبحث المستثمرون عن طرق للمراهنة على التكنولوجيا الجديدة الناشئة.
الهواتف الذكية والتباطؤ العالمي
مع ذلك؛ تحاول شركة تصنيع الشرائح لهواتف "أيفون"، المحافظة على هوامش الربح والنمو في أعمالها التجارية الموجهة للمستهلكين والهواتف الذكية، التي تقلصت في ظل التباطؤ الاقتصادي العالمي في مرحلة ما بعد وباء كوفيد. وكانت "تي إس إم سي" أعلنت الأسبوع الماضي عن انخفاض إيراداتها بنسبة 10% في الربع الثاني، وهو أقل قليلاً مما كان يخشاه المستثمرون.
يراهن المستثمرون على أن تصبح "تي إس إم سي" لاعبة رئيسية ذات ثقل في السباق العالمي لتطوير الجيل التالي من الذكاء الاصطناعي. تعتبر رقائق شركة "إنفيديا" الأميركية -أبرز عملاء الشركة التايوانية- ضرورية، سواء بالنسبة إلى "تشات جي بي تي" أو القيادة الذاتية، أو الجيل الجديد من منتجات الذكاء الاصطناعي. تجاوزت قيمة "إنفيديا" السوقية لفترة وجيزة عتبة تريليون دولار هذا العام، بفضل هوس "وول ستريت" بالذكاء الاصطناعي التوليدي، الأمر الذي انعكس إيجابياً على "تي إس إم سي" وغيرها من شركات الإلكترونيات التي توفر البنية التحتية اللازمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي.
عدم اليقين في تايوان
يشعر مستثمرون آخرون -بمن فيهم الملياردير وارن بافيت- بالقلق من أنَّ السياسات العدائية الصينية المتزايدة، قد تعرّض وضع تايوان غير المستقر للخطر، وهو ما ينعكس بالتالي على آفاق نمو شركة "تي إس إم سي"، التي
ما تزال تُبقي على صناعاتها الأكثر تطوراً داخل البلاد، برغم التحذيرات الأميركية من أنَّ بكين قد تقرّر محاولة استعادة الجزيرة التي تعتبرها تابعة لها.
بهدف الحد من مخاوف العملاء بشأن حالة عدم اليقين الجيوسياسية في مضيق تايوان؛ عمدت "تي إس إم سي" إلى تنويع نشاطها الصناعي على مدى العامين الماضيين، حيث تستثمر 40 مليار دولار لإنشاء مصنعين في ولاية أريزونا الأميركية، كما تقوم ببناء منشأة تصنيع بقيمة 8.6 مليار دولار في اليابان بدعم مالي من الحكومة. وما تزال المناقشات بين الشركة وطوكيو جارية حول إقامة منشأة ثانية، والتي قد يكون موقعها بالقرب من مصنعها الحالي في مدينة كوماموتو.